بدأت السلطات المصرية إجراءات قانونية لإزالة تعديات بعض الأهالي على أرض الآثار في ضاحية دهشور الأثرية، بعد تحرير محاضر وعرضها على النيابة التي أصدرت أمراً بالإزالة. وقد هدّد مصريون بتدمير هرم «سنفرو» الفرعوني في المنطقة احتجاجاً على خطوة السلطات المحلية. وقال وزير الآثار محمد إبراهيم إن بعض المواطنين شيّدوا مقابر في جوار الهرم، القريب أيضاً من منطقة أهرام الجيزة، وتوجّهت وزارة الآثار إلى شرطة السياحة والآثار لتشديد إجراءاتها على هرم «سنفرو» في مدينة دهشور بمحافظة الجيزة، من أجل حمايته من تهديد أهالي المنطقة بتدميره في حال منعهم من بناء مدافن على أراضٍ خاضعة لسلطة الوزارة. وقال إبراهيم إنه سيُستحصل على موافقة اللجنة الدائمة للآثار لتنفيذ قرارات الإزالة في منطقة دهشور وتسليمها للأمن العام، مضيفاً أنه سيُستحصل أيضاً على موافقة اللجنة للقيام بأعمال الحفر بعيداً من المنطقة الأثرية في دهشور لإقامة مقابر للأهالي بعد التأكد من خلوها من أي شواهد أثرية. وأوضح أن الأراضي التي أقام فيها الأهالي مقابر في دهشور هي امتداد لمعبد الوادي، وقد تكتنز آثاراً، ولا بد من التأكد من ذلك ومواجهة هذا التعدي والعمل على حل الأمر ودياً مع الأهالي المصرّين على إقامة مدافن في الأرض الأثرية، على رغم أن السلطات حددت لهم مساحات أخرى للبناء. ولفت إلى أن الوزارة لا تملك موارد مالية كافية لوضع قوات أمن في المناطق الأثرية وحمايتها من التعديات، لكنه أكّد أن الأزمة ستُحلّ «وستوضع آلية جديدة لإلزام المواطنين عدم التعدّي على المنطقة الأثرية في دهشور أو أي منطقة أخرى». وكانت مجموعة من المواطنين في دهشور اعتدت على الأرض الأثرية، وباشرت بناء مقابر بعد اللجوء إلى تهديد بالسلاح. وآثار دهشور قريبة من «معبد الوادي» الأثري للملك سنفرو والد الملك الشهير خوفو والذي يعود إلى القرن ال26 قبل الميلاد، وهو أيضاً قريب من هرم الملك أمنمحات (الهرم الأسود) العائد إلى القرن ال19 قبل الميلاد. وتقع منطقة دهشور الأثرية جنوب سقارة في محافظة الجيزة وفيها خمسة أهرامات: هَرَمان للملك سنفرو وثلاثة لفراعنة ما يسمى العصر الانتقالي الأول والدولة الوسطى، وفيها جبانات أثرية من عصور الدولة القديمة والدولة الوسطى.