هدوء يعكس حقيقة الثقة التي يمتلكها داخل الملعب، وصراحة تقنعك بقدرته على تطوير نفسه، والوقوف على كل المشكلات من دون خجل، بهذه اللغة تحدث مدافع نادي السد ومنتخب قطر إبراهيم ماجد عن خروجهم من البطولة الخليجية، إذ رفض مقارنتها بأية بطولة أخرى، نتيجة ما يعيشه المشاركون من ضغوطات تصعب مهمة الفرق كافة. لكنه قلل في الوقت ذاته من خطورة انعكاس الخروج على مسيرتهم في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، مشدداً على أن حظوظهم ستكون جيدة متى نجحوا في تقديم كل ما لديهم، لكنه رفض الخوض في تفاصيل مشروع قد ينقله في قادم الأيام إلى أحد الأندية السعودية. هناك الكثير من التفاصيل في هذا الحوار نترككم معه: على رغم تقدمكم في تصفيات كأس العالم إلا إنكم فشلتم في المنافسة على كأس الخليج، وخرجتم من الدور الأول، ما السبب في ذلك برأيك؟ - لا يمكننا مقارنة بطولة الخليج بغيرها من البطولات، فهذه المنافسة تختلف كثيراً، سواء على صعيد التعاطي الإعلامي أو الضغوطات، حتى مدربنا البرازيلي اتوري أكد لنا قبل البطولة أنه يوجد في هذا المحفل للمرة الأولى، لذلك فإن الأمور لا تبدو واضحة بالنسبة إليه. لكنكم خرجتم بثلاثة نقاط، وبشكل فني غير مرض لجماهيركم أو النقاد؟ - مجموعتنا كانت قوية، ومن الطبيعي أن تتأهل منتخبات وتخرج أخرى، حاولنا تقديم كل ما لدينا في هذه البطولة، لكننا لم نوفق، وفي نهاية الأمر، يجب ألا نضخم الأمور، تنتظرنا المنافسة الأهم على بطاقة التأهل الخليجية، ومن الواجب أن نركز عليها في الفترة المقبلة من دون النظر إلى أي أمور أخرى، وبإمكاننا اعتبار المرحلة الحالية استعداداً لما تبقى من مراحل التصفيات. كيف ترى حظوظ منتخب بلادك في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم؟ - اليوم تبدو حظوظنا أفضل بعد أن نجحنا في الفوز على المنتخب اللبناني، لكن لا يمكننا توقع أي شيء، الفرص متاحة للجميع، وعلينا تقديم الكثير من العمل، متى ما أردنا أن نشارك في مونديال البرازيل، وفي النهاية، كل لاعب يتمنى أن يشارك في محفل بهذه القيمة، المونديال حلم الجميع، لذلك لن ندخر جهداً، وسنسعى إلى الوصول عبر تحقيق الفوز في كل المباريات. يلقى مدربكم الحالي اتوري نقداً إعلامياً واسعاً على الصعيد المحلي، هل تتفق مع مثل تلك الآراء؟ - لا يمكنني كلاعب أن أقوّم عمل المدرب، على العكس، هو من يقوّم اللاعبين، لكنني سأتلكم عن ما لمسته من هذا المدرب، فاتوري للأمانة رجل خلوق مع اللاعبين كافة، ويعمل طوال الوقت على تعزيز الجوانب النفسية للاعبين، وبالتالي رفع معدل ثقتهم بنفسهم، ما يسهل مهمتهم في الملعب، وهو مدرب محبوب من الجميع، فاللاعبون كافة يحبونه، وهو جانب مهم في عمل أي مدرب، ربما أن النتائج لم تساعده في البداية، لكن الأمر طبيعي في كثير من الأحيان، وقد تتغير تلك الآراء مع قادم النتائج. في ناديك السد تبدو الأمور غريبة، حققتم اللقب الآسيوي الأهم هو دوري أبطال آسيا، لكنكم أخفقتم محلياً بعد العودة، ما السبب في ذلك؟. من هم أكثر المدربين الذين استفدت منهم فنياً أو أسهموا في تطوير مستواك؟. - المدرب المغربي حسن حرمة الله كان من الأكثر المدربين الذين دعموني فنياً، وأنا لا أنسى فضله علي، وكذلك مدربنا السابق فوساتي الذي ساعدني على تجنب الكثير من الأخطاء التي كنت أقع فيها، وطبعاً أدين بالفضل لكل مدرب، فأنا بالتأكيد خرجت بفائدة من كل من أشرف علي. اللقب الآسيوي، كان برأيي الحدث الأهم في الموسم الماضي نجحنا في تحقيقه، وهو في النهاية لقب قطري يسجل باسم قطر قبل كل شيء، ربما أننا لم نوفق في منافسات الدوري، وهو أمر طبيعي، وذلك نتيجة لضغط المشاركات، وصعوبة البطولة الآسيوية، والضغوط التي تسببت لنا في بداية الدوري، لكننا في هذا العام نظهر بشكل أفضل، ونتصدر الدوري، وسنعوض ما عجزنا عنه في الموسم الماضي بإذن الله. اليوم يتولى مدربكم السابق كوزمين مهمة تدريب العين الإماراتي، ويقدم عملاً ممتازاً، وهو ما حققه مع الهلال أيضاً، لكنه فشل معكم، ما السبب بذلك في رأيك؟ - كوزمين مدرب كبير، شاهدته في الهلال واليوم مع العين، ويقدم عملاً مميزاً جداً، وكوزمين نجح معنا في تحقيق الكأس لكننا لم نحقق الدوري أو أي بطولات أخرى، لكن الفترة التي تولى فيها كوزمين تدريب الفريق كانت فترة سيئة بالنسبة إلى السد من النواحي كافة، والظروف لم تساعد كوزمين في تقديم العمل الذي كان يرغب في تقديمه، لكننا استفدنا منه بشكل كبير، وكلاعبين ندين بفضل كبير على ما قدمه لنا، وقدرته على تطوير مستوانا. واليوم كيف تبدو الأمور مع المدرب حسين عموتة؟ - عموتة يقدم عملاً كبيراً مع الفريق، ويكفي أن الفريق متصدر الترتيب من بداية مسابقة الدوري، ولا أنسى دور المدرب الأوروغوياني فوساتي، فهو بالنسبة إليّ شخصياً أضعه في قائمة المدربين الأكثر فائدة، فقد ساعد في تطور أدائي، ومنحني الفرصة والثقة، ما ساعدني في تقديم المطلوب مني داخل الملعب، وعموماً، فمستوى السد مع عموتة مميز، والفريق يحقق الانتصارات، ولن يكون غريباً أن نخرج بلقب الدوري هذا الموسم. الدوري القطري يضم العديد من الأسماء الأجنبية والمحلية البارزة، لكنه على رغم ذلك لا يحظى بالدعم الجماهيري المنتظر، ألا يشعركم ذلك بالإحباط؟. - الجماهير ملح كرة القدم، وهي أساس اللعبة، من دونهم لا شيء في هذه اللعبة يكتسب قيمته، أتمنى أن تحرص الجماهير أكثر على الوجود لدعم فرقها، حتى من يتابع المباريات عبر التلفاز يحتاج إلى رؤية الجماهير، ليستشعر قيمة المباراة وأهميتها، قطر تملك منشآت كروية ممتازة، الحكومة القطرية تقدم دعماً سخياً للعبة، وكل الظروف مهيأة لحضور الجماهير، لكن من غير الممكن، أن نتعاقد مع الجماهير للحضور، ودعم اللاعبين والفرق. كان لي حديث مع مدرب اليمن، قال حينها: إن المنتخبات الخليجية تحرص على التجنيس، لكنه لا يأتي بنتيجة، ما رأيك في مثل هذا الكلام بحكم أنكم في قطر تملكون لاعبين مجنسين؟ - التجنيس أمر طبيعي في كرة القدم، هناك نجوم كبار حققوا بطولات مختلفة، وهم يمثلون منتخبات للتو حصلوا على جنسيتها، والتعداد السكاني لقطر ليس كبيراً لذلك، من الطبيعي أن يتم تجنيس لاعبين في بعض الأحيان، لأن المواهب لا تتوفر لك دائماً بالكثرة المطلوبة. أفهم من ذلك أنك تدعم خطوات التجنيس في المنتخبات الخليجية أو في قطر على الأقل؟ - طبعاً، متى كان مفيداً، من غير المنطقي أن تقوم بتجنيس لاعب تملك بديلاً عنه أو لاعبين كُثر في مركزه، لكن اللاعب المفيد والنادر من الضروري تجنيسه، والاستفادة من خدماته، لأن ذلك يطور كرة القدم في البلاد، لكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن العوامل التي يمر بها «ولد الديرة»، لا تشبه تلك التي يمر بها سواه، وبالتالي يأتي العطاء مختلفاً في الحالتين. ما رأيك بخطوات التجنيس في قطر، هل ترى بأنها كانت مفيدة؟ - بعضها مفيد، والبعض الآخر لم يأتِ بثماره تماماً، كتجارب التجنيس في كل دول العالم. تربطك علاقة مميزة بعدد من اللاعبين السعوديين، كيف جاءت هذه العلاقة؟ وهل تتابع منافسات الدوري السعودي؟ - تعرفت على بعض اللاعبين خلال زيارتهم إلى اسباير في قطر للعلاج، لكنني أتابع الدوري السعودي منذ فترة طويلة، وأعرف منافساته جيداً، وهو الدوري الأهم في المنطقة. ولماذا وصفته بالأهم؟ - السعودية تملك المواهب، والأهم تملك الجماهير، الجماهير هي من تصنع كرة القدم الحقيقية، وتغذي اللعبة، وتدفع اللاعبين، لذلك يأتي ارتفاع مستوى التنافس بين الفرق السعودية، وتزيد حماسة البطولات المحلية، والدوري السعودي ممتع جداً. حماسك خلال حديثك عن الدوري السعودي يخلق لدي سؤالاً لا أظنك تجهله، هل سنراك بشعار أحد الأندية السعودية قريباً؟ - لما لا، ربما يكون ذلك قريباً. تقصد أن المفاوضات في هذا الجانب بدأت؟ - لا يمكنني الحديث عن ذلك، ليس هناك أي شي رسمي، كل ما سأقوله في هذا الجانب، إنه لن يكون غريباً وجودي في القريب العاجل مع أحد الأندية السعودية.