دشنت شركة جنرال إلكتريك في وادي الظهران أمس مركز جنرال إلكتريك السعودية للابتكار (الرابع بالنسبة إلى الشركة على مستوى العالم)، في مساحة بلغت 2200 متر مربع، باستثمار يصل إلى 3.75 بليون ريال بعد توقيع اتفاق استراتيجي بين «جنرال إلكتريك»، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن العام الماضي. وذكر نائب رئيس مجلس إدارة جنرال إلكتريك جون رايس أن هناك سعياً «من أجل تسليط الضوء على أهمية الربط المباشر بين المناهج الأكاديمية، والواقع العملي في تشجيع الابتكار والأبحاث والتطوير»، لافتاً إلى أن المركز «يمثل الإنجاز الأول ضمن الاستثمارات البالغة قيمتها بليون دولار، والتي أعلنتها الشركة العام الماضي، بهدف تعزيز الابتكار في المملكة، والتعاون على إيجاد حلول متخصصة تناسب الحاجات المحلية بالتعاون مع الشركاء». وراهن رايس على أن المركز «ينسجم في المضمون والأهداف مع جهود الحكومة السعودية على تشجيع الابتكار كمنطلق لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي، وتلبية المتطلبات والحاجات الخاصة في المملكة»، وقال: «نحن واثقون أن بناء اقتصاد المعرفة يرتكز بصورة رئيسة على توفير بيئة حاضنة للأفكار البناءة، والعمل على تحويلها إلى واقع ملموس»، متمنياً أن يؤسس المركز «منصة تجمع المعنيين كافة بتحقيق رؤية 2020 على جميع المستويات». من جانبه، أكد مدير جامعة البترول الدكتور خالد السلطان أن الابتكار من الركائز الاستراتيجية لبناء اقتصاد المعرفة في السعودية، وله دور كبير في مواجهة التحديات ضمن مختلف القطاعات الرئيسة. وذكر أن الجامعة «تلتزم بالعمل على توطين الابتكار وتطوير المواهب السعودية، من خلال الربط المباشر بين المناهج الأكاديمية والواقع العملي». ولم يخف السلطان ثقته في المركز «الذي يعتبر من أهم ثمار تعاوننا مع شركة جنرال إلكتريك، التي ستلعب دوراً مهماً في اكتشاف وتطوير الحلول المحلية، لتعزز مستويات الكفاءة في قطاع الطاقة، وتمهد الطريق أمام جيل جديد من المهنيين السعوديين، الذين يعملون بشكل أكثر فعالية في مجال الأبحاث». وبيّن أن المركز «يعبر عن نتائج آخر استطلاعات مقياس جنرال إلكتريك العالمي للابتكار الذي كشف أن معظم الشركات السعودية المشمولة في الاستطلاع تعتبر الابتكار المحرك الرئيس لبناء اقتصاد أكثر تنافسية، إذ رأى 86 في المئة من المشاركين أن الابتكار أسهم في تحسين المنتجات والخدمات التي تقدمها شركاتهم، كما أكّد 83 في المئة من المشاركين السعوديين أنه يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة والأفراد أن يكونوا قادرين على الابتكار بمستوى مماثل للشركات الكبرى». وبين أن تركيز الشركة سيكون «موجها نحو قطاع الطاقة، استناداً إلى التوقعات بضرورة استثمار أكثر من 375 بليون ريال، ضمن القطاع بحلول عام 2020، لتلبية الطلب المتزايد على موارد الطاقة الذي يسجل نمواً سنوياً بنسبة تصل إلى 6 في المئة». يذكر أن «جنرال إلكتريك السعودية» لديها ثلاثة مكاتب، وسبع منشآت في المملكة، مع أكثر من ألف موظف، ويشكلون أكبر فريق عمل للشركة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، ويعملون في قطاعات الرعاية الصحية والنقل والطاقة والنفط والغاز والمياه والطيران. وقامت الشركة بتركيب ما يزيد على 500 من التوربينات التي طورتها، لتسهم بتوليد أكثر من نصف الطاقة الكهربائية المنتجة في المملكة، كما تعمل تقنيات الشركة على دعم إنتاج 150 مليون لتر من المياه النظيفة يومياً التي تستفيد منها حتى بعض المناطق النائية في المملكة.