تبدو مفارقةً أن يتخيل المرء «رجل الثلج» في إحدى المدن السعودية التي تشكل الصحراء الجزء الأكبر من طبيعتها الجغرافية. وإذا كان مشهد رجل الثلج عند الغربيين في هذه الأوقات من السنة أمراً مألوفاً، فإن منظر «جمل الثلج» يبدو مألوفاً أيضاً في السعودية في فصل الشتاء على الأقل لدى سكان مدينة تبوك (شمال)، وتحديداً في جبال اللوز على مسافة 200 كيلومتر قبل مدينة تبوك، إذ ترتدي الجبال والوديان اللون الأبيض وسط بهجة الأهالي. وعلى رغم أن الأسبوع الجاري يصادف موعد بدء الاختبارات النهائية لمنتصف الفصل الدراسي لمدارس التعليم العام في المملكة، فإن أهالي تبوك والمناطق المجاورة توافدوا إلى جبال اللوز للاستمتاع بالأجواء الثلجية والمناظر الجميلة لليوم الثاني، وهو ما إدى إلى ازدحام كبير في الطريق بين مدينة تبوك وجبال اللوز، فتوجهت فرق الهلال الأحمر والدفاع المدني وأمن الطرق لمواجهة الاختناق المتوقع في إجازة نهاية الأسبوع التي تبدأ اليوم. وقبل ذلك حرص الزائرون لجبال اللوز على توثيق مشاهد الثلج بهواتفهم وكاميراتهم، لتكون مادة مغرية للمشاهدة والنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي. ولعل ندرة هذه المشاهد في السعودية، تفسّر احتفال الشبان الذين تفنن بعضهم في صنع أشكال إبداعية من الثلج، كالجمل الذي يرمز إلى الجزيرة العربية. ويعلق شاب من تبوك على أحد المقاطع التي حمّلها على موقع «يوتيوب» لنقل تفاصيل مشهد الثلج في جبال اللوز بقوله: «كثافة الثلج في جبال اللوز شمال السعودية، تصل إلى نحو متر، لكنها للأسف لا تستمر وقتاً طويلاً كما الحال مع ثلوج أوروبا والدول المعتادة على تساقط الثلوج مدة طويلة، إذ إن أطول وقت لبقاء الثلوج على جبال اللوز شهر في أحسن الأحوال». ومن المألوف أن تتساقط الثلوج على جبال اللوز بين منتصف كانون الثاني (يناير) ونهاية شباط (فبراير)، وهو ما يدفع سعوديين من مناطق أخرى إلى زيارة تبوك في هذه الأيام، كما هي الحال مع يحيى الشاوي الذي يحرص على مشاهدة الثلج في كل الدول التي زارها، مثل المغرب والجزائر وتركيا التي يختلف فيها الثلج عن تبوك، فيصل ارتفاعه هناك إلى مترين، ويستمر أشهراً يقاوم الذوبان.