حمل العام 2012 الكثير من التغيير على المنطقة العربية، سياسياً واقتصادياً، لكن ربما كان الإعلام ووسائله أكثر من نال حصة في التغيير، إذ تهاوت أسماء إعلامية، وارتقت أخرى، وولدت مؤسسات جديدة. وشهدت نهاية العام الماضي أبرز الأحداث في الإعلامي السعودي، وكانت أبرزها وفاة نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود عن عمر يناهز 53 عاماً. كما احترق مقر صحيفة «الشرق» الرئيسي في الدمام في ال25 كانون الأول (ديسمبر)، تزامناً مع الذكرى الأولى لتأسيس الصحيفة الوليدة، التي يترأس تحريرها الصحافي قينان الغامدي، من دون أن يسفر عن إصابات، بل أضرار مادية في صالة التحرير، ومن دون أية شبهة جنائية بأسباب الحادثة. وعلى صعيد الصحافيين، استطاع جيل الصحافيين الشباب توسيع حصتهم في مجلس إدارة هيئة الصحافيين، خلال الانتخابات الثالثة التي شهدت تنافس 17 إعلامياً وإعلامية على عضوية المجلس، وأشرفت عل مراقبتها الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان إلى جانب وزارة الثقافة والإعلام والغرفة التجارية في الرياض ووزارة الشؤون الاجتماعية. لكن القرار الأبرز كان صدور قرار إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون، على أن تتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة، باستقلالها مادياً وإدارياً، مع ارتباطها تنظيمياً بوزارة الثقافة والإعلام. كما حدث تغيير في وكالة الأنباء السعودية التي تأسست عام 1971 كأحد قطاعات وزارة الثقافة والإعلام وفي جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين 29-5-2012، أقر المجلس تحويل وكالة الأنباء السعودية «واس» إلى هيئة عامة تسمى وكالة الأنباء السعودية، لتصبح بذلك هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية. كما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكياً بتعيين عبدالرحمن الهزاع رئيساً لهيئة الإذاعة والتلفزيون بالمرتبة الممتازة بتاريخ 22/10/2012. كما تم تأسيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، لتتمتع بشخصية اعتبارية واستقلال مادي وإداري، بهدف تنظيم البث الإعلامي المرئي والمسموع، وتطويره ومراقبة محتواه، وأن تكون الجهة المسؤولة عن شؤون البث والمحتوى المرئي والمسموع. كما ستكون مسؤولة عن إعطاء تراخيص العمل والبث المرئي والمسموع والنشاطات الإعلامية الأجنبية التي تبث من داخل المملكة، مع وعود بأن تكفل الهيئة حرية التعبير لكل من يلتزم بالقوانين والسعي لاستقطاب رؤوس الأموال السعودية والأجنبية للعمل في المملكة، وتأسيس مؤسسات إعلامية متكاملة تنسجم مع العادات والتقاليد السعودية. وعلى صعيد الصحف الإلكترونية، التي انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة لتجمع بين الغث والسمين، وبعد سنة من إصدار قانون الإعلام الإلكتروني، انسحبت الكثير منها وعادت أخرى إلى الواجهة، فيما توقف عمل عدد من الصحف الإلكترونية بسبب ضعف التمويل. وفي وقت تشتكي فيه الصحف على مستوى العالم من مشكلات بسبب الأزمة المالية العالمية، واعتماد عدد كبير من القراء على الأجهزة اللوحية في قراءة الصحف، إلا أن مكانة الصحافة الورقية بشكل عام لا تزال محفوظة على رغم الضغوطات. لكن على الصعيد الإعلامي، فإن 2012 كان عام التغييرات بامتياز، ودخول بعض القرارات حيز التطبيق بعد أعوام من الدرس والتفكير، فيما ينتظر الكثير من العاملين في مجال الإعلام السعودي أن تطبق الوعود، وأن تحدث التغييرات الموعودة والمقرونة بأسماء ذات خبرة وصدقية.