استقبلت الصحافة الفرنسية والاوروبية الجمعة بأسف وسخرية منح الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو الجنسية الروسية ووصفه نظام الرئيس فلاديمير بوتين بانه "ديموقراطية كبرى". وكتبت صحيفة "لو فيغارو" ذات التوجهات اليمينية "لم يكن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يعلم على الارجح ان توجهاته الضريبية ستولد سيناريو فيلم يذيع صيته في العالم". وهددت حسناء السينما الفرنسية السابقة بريجيت باردو اليوم الجمعة بأن تحذو حذو الممثل جيرار ديبارديو وتطلب الحصول على الجنسية الروسية ليس احتجاجا على رفع الضرائب بل على سوء معاملة فيلين في السيرك. وتشتبه السلطات الصحية بإصابة الفيلين بيبي و نيبال المملوكان لسيرك متنقل بالسل وقضت محكمة في ليون بجنوب فرنسا باعدامهما كاجراء احترازي. جاء تهديد باردو بعد يوم من عاصفة أثارها زميلها الممثل ديبارديو في فرنسا بحصوله على الجنسية الروسية احتجاجا على اقتراح للحكومة الاشتراكية بزيادة كبيرة في الضرائب واتهمها بعرقلة النجاح. وقالت باردو "اذا كان من يتولون السلطة على هذه الدرجة من الجبن والصفاقة التي بلغت حد قتل الافيال ... فقد قررت طلب الجنسية الروسية للخروج من هذه الدولة التي لم تعد اكثر من مقبرة للحيوانات". وقال أصحاب السيرك اليوم الجمعة انهم سيستأنفون الحكم لانقاذ حياة الفيلين اللذين ثبتت اصابتهما بالسل في عام 2010 ولكن تم عزلهما في حديقة حيوان في ليون بعيدا عن الجمهور. ونشرت صحيفة "سود ويست" مقالا جاء فيه "اي حزن أكبر من أن نرى مؤدي ادوار سيرانو ومارتين غير وكونت دو مونتي كريستو مقربا من حاكم مستبد وصديقا للطغاة". اما "لا بريس دو لا مانش" فاستخدمت اسلوبا ساخرا لتسرد بعض الحقائق على مسامع ديبارديو الذي يحتفي بالحريات في روسيا بوتين، وكتبت "وصل دوبارديو مباشرة الى قمة هذه المساحات الشاسعة من الحرية المطلقة في سيبيريا، على الاقل منذ الحقبة الماضية التي شهدت وجود ملايين الروس في معسكرات الاعتقال هناك، فيما كان الكولونيل بوتين على رأس عمله في الكي جي بي (الاستخبارات السوفياتية)". وفي مجلة "كورييه بيكارد" نشر مقال جاء فيه "ليس مصدر فخر الهروب من البلاد لاسباب ضريبية. اما الولاء للحكام المستبدين فهو لا شك اقل فخرا ايضا". وفي اسبانيا، نشرت صحيفة "ال موندو" تحت عنوان "صديق الدكتاتوريين"، صورا للمثل الفرنسي الى جانب الزعيم الكوبي فيديل كاسترو.أما في بلجيكا، التي اختارها الممثل كملاذ ضريبي قبل حصوله على الجنسية الروسية، فقد سخرت "لا ليبر بلجيك" من "جيرار دوبارديوسوفيتش" الذي "بات جواز سفره الروسي يتيح له تصوير افلام في كازاخستان، او الغناء الى جانب ابنة الدكتاتور الاوزبكستاني، او الظهور في اللوحات الاعلامية للمصارف والكتشاب في التلفزيون الروسي، او الاحتفال في غروزني بصحبة الطاغية رمضان قديروف". وفي مقال حمل عنوان "دوبارديو اصبح روسيا" نشرت "فرانكفورتر الالمانية مقالا مرفقا بصورة تظهر الممثل الفرنسي على انه راسبوتين، وجاء فيه "ان انخفاض معدل ضريبة الدخل في روسيا الذي يبغ 13% يبدو انه قد اقنع الفرنسي" بالتحول الى روسيا. اما هيرالد تريبيون فرأت ان "بوتين قد وجد في منح الجنسية لدوبارديو تحقيقا للعدالة وفرصة لروسيا، التي عانت على مدى وقت طويل من مغادرة اثريائها الى الغرب، لكي تجذب هي واحدا منهم، وليس واحدا عاديا، بل ممثل ذكوري معروف".