اتهمت طهران الغرب أمس، بالسعي إلى إشعال «احتجاجات وخلافات»، للتأثير في انتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة الصيف المقبل، والتي حض أحد أبرز مستشاري مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، الشعب على أن يجعل منها «ملحمة مشابهة» لما حدث في انتخابات العام 2009. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست إن الغربيين «يسعون، من خلال تصعيد ضغوطهم، إلى التمهيد لاندلاع احتجاجات وخلافات بين الشعب، والتأثير في انتخابات الرئاسة»، مضيفاً: «يسعى الاستكبار الغربي، بدل خوض مواجهة مباشرة (مع إيران) وتحمّل تكاليف باهظة، إلى إثارة أزمات داخلية في دول، بينها إيران، لتحقيق مخططه». في السياق ذاته، اعتبر غلام علي حداد عادل، أبرز مستشاري خامنئي، الانتخابات «من المنعطفات المهمة للثورة، والتي سيجتازها الشعب الإيراني الشجاع والواعي، بتبصر وقوة». وأضاف: «يتطلع العالم إلى الانتخابات في إيران، وعلى الشعب صنع ملحمة مشابهة للتي صنعها قبل أربع سنوات، إذ سيشهد الأعداء حبه للنظام والثورة، من خلال حضوره المتميّز في صناديق الاقتراع». وأعقبت انتخابات 2009 اضطرابات، إذ شككت المعارضة الإصلاحية بفوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية. ووصف حداد عادل الانتخابات بأنها «اختبار تاريخي ضخم للشعب الإيراني البطل»، منبهاً إلى أن «العقوبات الاقتصادية وتهديدات الأعداء هدفها خفض نسبة المشاركة فيها». واستدرك أن «الشعب الإيراني سيؤكد أن أي حظر أو مؤامرة، لن يؤثرا فيه». وأشار إلى انه «لم يتخذ قراراً» بالترشح للانتخابات. وكان استطلاع للرأي أعدته وكالة «مهر» ونشرت نتائجه قبل يومين، أفاد بأن 33.5 في المئة من الإيرانيين يجهلون موعد الانتخابات المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، وأن 31.9 في المئة لن يصوّتوا إطلاقاً. إلى ذلك، نفى نجاد معلومات أوردتها وسائل إعلام إيرانية، حول نيته إقالة نائبه الأول محمد رضا رحيمي ووزراء الداخلية والنفط والزراعة مصطفى محمد نجار ورستم قاسمي وصادق خليليان. وقال بعد جلسة للحكومة: «ذلك ليس صحيحاً». لكنه استدرك، مستعيراً تعابير رياضية: «نحن في خدمة الشعب، وإذا قرر المدرب تبديل لاعب، فذلك لمصلحة فريقه». على صعيد آخر، انتقد المرجع الشيعي علي محمد دستغيب وضع زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي قيد إقامة جبرية، معتبراً ذلك «جريمة» وقراراً «يخالف الشريعة». من جهة أخرى، اختتمت البحرية الإيرانية أمس، مناورات دامت ستة أيام في الخليج، اعتبرت طهران أن أهدافها «فاقت توقعاتها»، مؤكدة أن قوتها «أكثر بكثير مما عُرض» خلال المناورات. تزامن ذلك مع إعلان الناطق باسم المناورات الأميرال أمير رستكاري أن الجيش الإيراني «اصطاد» منذ عام 2011، طائرتي استطلاع أميركيتين من طراز «آر كيو-11».