من مجلس بلدية مدينة دبلن الإرلندية، الى منصب الرئاسة فالمفوضية العليا لحقوق الانسان حتى البيت الأبيض وتسلمها ميدالية الحرية من الرئيس باراك أوباما أمس (الأربعاء)، توجت ماري روبنسون سيرة استثنائية من العمل السياسي والحقوقي اندفعت خلالها لوضع أسس الجمهورية الإرلندية الحديثة، وتحولت صوتاً للضعفاء من الصومال الى التيبت ومروراً بالأراضي الفلسطينية. سيرة مشابهة بأهدافها لرئيس مجموعة غرامين للقروض الصغيرة محمد يونس من بنغلادش الذي قُلّد الميدالية الى جانب وجوه أميركية بينها السناتور تيد كينيدي. ومن القاعة الشرقية للبيت الأبيض وفي حضور السيدة الأولى ميشال أوباما، كرم الرئيس الأميركي 16 شخصية بينهم رئيسة إرلندا السابقة ماري تيريزا وينفريد روبنسون (1990 -1997) والمفوضية العليا لحقوق الانسان في الأممالمتحدة (1997 - 2002)، إذ كان لها دور أساسي في تنظيم مؤتمر دربن ضد العنصرية الذي تبنى عام 2001 مواقف حادة تربط بين الصهيونية والعنصرية. وانقض اللوبي اليهودي الأميركي على تلك المواقف ليشن حملة على أوباما لاختياره روبنسون، علماً أن البيت الأبيض كان أكد أن الرئيس الأميركي لا يتبنى كل مواقف وتصريحات روبنسون، فيما اعتبرت منظمة «ايباك» وهي الذراع الأقوى للوبي اليهودي أن دور روبنسون بصفتها مفوضة عليا لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة، «كان سيئاً جداً وانطبع سلوكها بمشاعر منحازة تماماً ضد إسرائيل». تكريم روبنسون (65 سنة) كان لدورها في حقوق المرأة وعملها الرائد في حقوق الانسان في رواندا، والصومال، والتيبت وطهران وهي أماكن كلها زارتها خلال مسيرتها السياسية. ويعكس اختيارها افتراقاً نوعياً لادارة أوباما عن سلفه جورج بوش الذي كان اختار الكاتب الاسرائيلي ناتان شارانسكي لهذه الميدالية ولمؤلفاته حول بناء مجتمعات ديموقراطية في الشرق الأوسط. إلا أن روبنسون، وكما أوباما، خاضت معركة شاقة للوصول الى الرئاسة ضد برايان لينن، ولتحظى بعدها بشعبية غير مسبوقة في الجمهورية اليافعة. وتسلمت على مدى السنوات الماضية جوائز لانجازاتها في حقوق الانسان، بينها جائزة الملك حسن للقيادة الانسانية وجائزة منظمة العفو الدولية «لسفير الضمير» عام 2004. أما يونس الذي حصد جائزة نوبل للسلام عام 2006 لتأسيسه مجموعة غرامين للقروض الصغيرة التي تساعد الفقراء في معظم أنحاء العالم بتزويدهم قروضاً مرحلية وتدريبهم على العمل ضمن مجموعات وبناء مؤسسات صغيرة. وتعمل المؤسسة عبر القارات ويعتبر «غرامين - جميل» الذراع العربية لها التي ترأسها رجل الأعمال السعودي عبداللطيف جميل.