استثمرت بعض الشركات والمؤسسات التجارية تنامي استخدام الإنترنت في العالم، وحجم المشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وتزايد الاهتمام بمتابعته والانضمام إليه، إذ توصّل إحصاء صادر في كانون أول (ديسمبر) 2011 عن موقع PINGDOM المتخصص في إحصاءات الإنترنت، إلى أن «الانترنت» تعتبر وجهة لما يصل إلى بليوني فرد على مستوى العالم، إضافة إلى وجود ما يصل إلى 555 مليون موقع إلكتروني، فيما يبلغ عدد الحسابات المسجلة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي بليونين و 4 ملايين حساب، متوزعة في معظمها على مواقع «فيسبوك، «تويتر»، لينكد ان، ماي سبيس، يوتيوب». في «تويتر» تحديداً وصل عدد الحسابات المسجّلة مع نهاية حزيران (يونيو) الماضي نصف بليون حساب، بحسب إحصاء نشرته شركة «سيميو كاست»، في حين يصل مقدار ما يقضيه الفرد العادي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الإنترنت من ساعة إلى 6 ساعات يوميًا وفقًا لدراسة أعدتها شركةEffective Measures المتخصصة في أبحاث الإنترنت، في الوقت الذي تستخدم فيه نسب عالية من المجتمعات في العالم مواقع التواصل الاجتماعي، ففي أميركا وحدها هناك 60 في المئة من الأميركيين البالغين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب ما أظهره استطلاع لمركز «بيو» للأبحاث. وظهرت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أساليب جديدة في الإعلان، إذ استعرضت دراسة حديثة بعنوان: «أثر توظيف مشاهير «تويتر» في بثّ الإعلانات التجارية عبر صفحاتهم الشخصية»، أسلوب الترويج والتسويق لمُنتجٍ ما، أو خدمة تجارية معيّنة، من خلال تغريدات مباشرة أو غير مباشرة، تُطلقها بعض الشخصيات التي تحظى بمتابعين لا يقلّ عددهم عن 100 ألف فرد، إذ تم اختيار عينة من «تغريدات» عدد من الشخصيات التي تحظى بمتابعة عالية على مستوى «تويتر»، خلال ستة أشهر من عام 2012، وتحليلها بشكل موضوعي وتصنيفها من حيث النوع والشكل والأسلوب. وجاء من بين هذه الشخصيات، المغنية الاستعراضية ليدي غاغا التي تحتّل المرتبة الأولى على مستوى «تويتر» من حيث المتابعين، الذين يصلون إلى 32 مليون متابع، والمغني جستن بيبر الذي يحتل المرتبة الثانية بعدد يتجاوز 31 مليون متابع، ونجمة تلفزيون الواقع كيم كاردشيان التي يتابعها أكثر من 16 مليون فرد، والمذيع في قناة «العربية» بتال القوس الذي يتابعه أكثر من 900 ألف، والمذيعة في قناة «إم بي سي» عُلا الفارس بعدد متابعين يتجاوز 400 ألف، وغيرها من الشخصيات الإعلامية والفنيّة. وأظهرت الدراسة أنه إلى جانب التفاعل المتبادل بين الشخصيات وجمهورها وتبادل الحديث حول عدد من المواضيع، يُطلق البعض منهم «تغريدات» تحتوي على أسماء بعض المنتجات التجارية، في صورة تُعزّز من احتمال أن تكون تلك «التغريدات» مدفوعة الثمن وتخدم شركات معينة، شأنها شأن الإعلانات التجارية التي ُتبث عبر وسائل الإعلام التقليدية، وُتستخدم فيها بعض الشخصيات المشهورة للإسهام في إيصال المنتج أو السلعة، ودفع المتلقي إلى الشراء. وأبرزت الدراسة حجم التأثير الذي تنتجه بعض «التغريدات» التي تظهر بصورة تسويقية، إلى جانب مدى إسهامها في نجاح المنتج في الوصول إلى الجمهور، والدوافع التي تجعل من بعض الشخصيات ينتهجون هذا النوع من «التغريدات».