لم تعد الهندسة الكهربائية مجرد حلم يستحيل على الفتيات السعوديات تحقيقه، بل أصبحت الهندسة الكهربائية حقيقة يكاد يسطع ضوؤها عليهن على رغم تجهم المجتمع في وجوه طالبات هذا القسم. وقالت الطالبة في قسم الهندسة الكهربائية حنين باويان ل«الحياة»: «على رغم تحطيم الناس لي، والانتقادات التي واجهتها من المجتمع المحيط بي، وعدم وجود وعي بمعنى هندسة الكهرباء وحصرها للرجال فقط، إلا أنني دخلت هذا القسم ففتحت بوابة أحلامي وأطلقتها إلى النور لتصبح حقيقة، وما زاد ثقتي بأنني في المجال الصحيح، حصولي على منحة من جامعة الملك عبدالله لتحضير الماجستير في هذا المجال». وأوضحت أن حبها للرياضيات والفيزياء وتركيبها مفاتيح الكهرباء والأشياء الصغيرة نمّى في داخلها حب الهندسة الكهربائية، «فهي حلمي منذ الصغر، وسأكمل مشواري إلى الدكتوراه، وأصبح أكاديمية في هذا المجال، وربما لاحقاً أفتتح شركتي الخاصة بالإلكترونيات». وتوافقها الرأي زميلتها الطالبة إنعام العباسي قائلة: «إن عمل والدي في مجال الأمن والسلامة حمّسني لدراستها، فأنا أعمل معه وأشاركه في عمله أيضاً، ولذلك فكرت أن أدرس الهندسة الكهربائية، وسأخصص رسالة الماجستير التي أنوي الحصول عليها في مجال الأمن والسلامة». وأضافت : «لقيت تشجيعاً من والدي أن أكمل وأنجح في هذا المجال، ولكنني وجدت بعض الانتقادات من أقاربي، إذ حين أخبرهم أنني أدرس الهندسة الكهربائية يقولون لي ماذا ستعملين غداً، تصلحين الثلاجات؟، وأجد الكثير من هذا النوع من التعليقات، إذ إن مجتمعنا ليس لديه الوعي الكافي في رغبة الفتاة بدراسة الاختصاصات المهنية مثل الكهرباء أو الميكانيك». أما زميلتهما في القسم نفسه الطالبة مها نور فتقول: «منذ صغري وأنا أخبر والدي عن رغبتي في أن أكون مهندسة، على رغم أنه كثيراً ما تمنى أن أكون دكتورة، فكنت أقول له سأكون دكتورة ولكن في الهندسة»، موضحة أن المشكلة لم تكن في عائلتها ولكن في المجتمع، «إذ واجهتني انتقادات من الكثيرين بمجرد علمهم بأنني أدرس الهندسة الكهربائية، حتى حين أذهب لحضور مؤتمرات أجد تهميشاً من قبلهم، واهتماماً أكثر بالرجل». وأضافت: «على رغم ترددي في البداية إلا أن جامعة الملك عبدالله شدت من عزيمتي وثقتي بنفسي حين قدمت لي منحة لأكمل دراستي في هذا الاختصاص، ولا بد أن يعي المجتمع أن أي مجال يحتاج للنساء كحاجته للرجال، ولدي هدف أن أنتج في السعودية صناعة وطنية خالصة». وقالت رئيسة قسم الهندسة الكهربائية في جامعة عفت الدكتورة عزيزة إبراهيم حسين ل«الحياة»: «واجهنا تخوفاً في البداية من تقبل الفكرة لدى الفتيات السعوديات، وبدأنا بخمس طالبات، أما الآن فتغير الوضع وأصبح الإقبال كبيراً، ولدينا الآن أكثر من 50 طالبة سعودية يدرسن الكهرباء الميكانيكية». وأضافت: «إن المرأة كالرجل باستطاعتها أن تسهم في التنمية، وهناك الآن شركات كبيرة تتواصل معنا مبدية رغبتها في توظيف وتعيين مهندسات سعوديات، كما أن جامعة الملك عبدالله قدمت منحاً لطالبات من أجل إكمال دراساتهن العليا في هذا المجال، وكل هذا يدل على تقبل المجتمع للفكرة ومساندته ودعمه للمرأة السعودية».