اعلن رئيس كازاخستان نور سلطان نزاربايف الحداد الوطني امس، اثر تحطم طائرة عسكرية من طراز «أنطونوف»، في حادث قضى على قيادة حرس الحدود في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، موقعاً 27 قتيلاً. وأفادت لجنة الأمن الوطني (كي أن بي) المنبثقة من جهاز «كي جي بي» سابقاً والتي تشرف على حرس الحدود في كازاخستان في بيان، بأن «جميع ركاب الطائرة ال27 وبينهم سبعة من أفراد الطاقم قتلوا» في الكارثة التي وقعت مساء الثلثاء في جنوب الجمهورية الواقعة في آسيا الوسطى. وأفاد البيان بأن «بين الضحايا، قائد حرس الحدود تورغانبك ستامبيكوف ومجموعة ضباط من القيادة العامة لهذا الجهاز، اضافة إلى عناصر في القيادة الإقليمية كانوا في الأستانة (العاصمة) للمشاركة في المجلس العسكري لحرس الحدود». وبين القتلى أيضاً زوجة قائد حرس الحدود ساولي ستامبيكوفا. وأوضح البيان أن الطائرة تحطمت «لدى اقترابها من مدينة شيمكنت» في جنوب البلاد حيث كان من المقرر أن تهبط. وبث التلفزيون الكازاخستاني الرسمي (خبر)، أولى المشاهد من موقع حادث التحطم ولا يظهر فيها سوى حطام الطائرة متناثراً في المكان. وروى سكان من المنطقة للقناة أن عاصفة ثلجية ضربتها الثلثاء عند وقوع الحادث. وجمعت قناة «كاي تي كاي» أولى الشهادات مساء الثلثاء، وقال الشاهد بورجان دوسوف للتلفزيون: «كنت عدت للتو إلى المنزل وأغسل يدي حين عبرت طائرة على ارتفاع منخفض جداً». وتابع: «بعد اربع ثوان سمعت انفجاراً وكأنه قنبلة، فهرعت إلى موقع الحادث». وزاد: «كانت هناك أشلاء بشرية وبدلات عسكرية ممزقة في كل مكان». وأعلنت النيابة العامة العسكرية مساء الثلثاء فتح تحقيق في قضية «مخالفة لقواعد النقل الجوي». وقدم الرئيس نزاربايف تعازيه وتعازي «شعب كازاخستان» للعائلات وأصدر أوامر بتحديد أسباب الكارثة. والطائرة السوفياتية الصنع التي تتسع لحوالى خمسين راكباً، صنعت في 1990 وخضعت هذا العام لصيانة تامة في مصانع «انطونوف» في أوكرانيا. وأكد جهاز حرس الحدود أن «الطاقم كان مؤلفاً من طيارين عسكريين محنكين». وهذا الطراز من الطائرات العسكرية صمم في السبعينات في الاتحاد السوفياتي ليتمكن من الهبوط في ظروف صعبة، بما في ذلك على مدارج غير مؤهلة. وتكثر حوادث تحطم طائرات في الجمهوريات القائمة على انقاض الاتحاد السوفياتي بسبب تقادم الطائرات والتجهيزات التي تعود في غالب الأحيان إلى العهد السوفياتي. وفي نهاية آب (أغسطس) الماضي، تحطمت مروحية عسكرية كازاخستانية من طراز «أم إي 17» قرب مطار العاصمة، ما أدى إلى مقتل أفراد طاقمها الأربعة. وكان قائد حرس الحدود يتولى هذا المنصب بالوكالة منذ استقالة سلفه بعد مقتل 14 عنصراً من حرس الحدود في أيار (مايو) الماضي، على يد احد زملائهم عند نقطة حدودية مع الصين. وكازاخستان هي ثاني دول الاتحاد السوفياتي السابق مساحة بعد روسيا، وهي غنية بالموارد الطبيعية ويحكمها نزاربايف بقبضة من حديد منذ الحقبة السوفياتية. وكازاخستان مرتبطة باتحاد جمركي مع روسيا وبيلاروسيا، في ما يشكل نواة لفضاء مشترك جديد تطمح روسيا بقيادة فلاديمير بوتين إلى توسيعه.