اتهمت أمهات طالبات بعض المدارس في جدة بالتسبب في انتشار حشرة «القمل» على رؤوس بناتهن، خصوصاً وأن بعض الفصول الدراسية تضم نحو 40 طالبة في الفصل الواحد، ما يجعل انتقال الحشرة إلى الطالبات أسهل، فيما أكدت مجموعة من الصيادلة ل «الحياة» نفاد غسول الشعر الخاص بحشرة «القمل» بعد ازدياد الطلب عليه في شكل ملاحظ، وبخاصة من جانب طالبات المدارس. وكثر الحديث في الآونة الأخيرة بين الأمهات عن ظهور حشرة «القمل» وانتشارها في رؤوس أطفالهن في شكل يدعو إلى القلق، ما اضطر البعض لحلق شعر الرأس أو تغطيته بعد التخلص منه خوفاً من عودته مرة أخرى. وتسرب القلق إلى أم نورة بعد أن اكتشفت حشرة «القمل» في شعر ابنتها، وتقول: «رغم أن ابنتي تدرس في مدرسة خاصة والفصول واسعة ولا يوجد بها أي ازدحام في الفصل أو حرارة عالية، إلا أن ابنتي لم تسلم من وصول «القمل» إلى شعرها». موضحة أن معلمة الفصل أبلغتها عدم إحضار ابنتها إلى المدرسة حتى تتخلص من «القمل» نهائياً، وأكدت لها أن الكثير من طالبات المدرسة لم يسلمن من هذه الحشرة. وحملت أم فراس مسؤولية انتشار حشرة «القمل» في شعر ابنتها المدرسة، مؤكدة أنها لم تر حشرة «القمل» إلا بعد دخول ابنتها المدرسة، وهي تدرس في مبنى مستأجر يضم أكثر من 40 طالبة في الفصل الواحد. وأضافت: «من المؤكد أن الحشرة انتقلت إلى شعر ابنتي إثر الزحام والحر الشديد، ورغم أن ابنتي تمت معالجتها وتطهير شعرها إلا أنني أضع قبعة على رأسها في شكل يومي خوفاً من انتقالها إلى شعرها مجدداً»، لافتة إلى أنها ترغب في انتقال ابنتها من المدرسة مطلع العام الدراسي المقبل. بينما لم يفد أم يارا التخلص من حشرة «القمل» إلا دواء فرد الشعر، وتقول: «بحثت في أكثر من صيدلية على غسول الشعر الخاص بحشرة «القمل» لكني لم أجده، وخوفاً على شعر بناتي لم أتواصل مع المدرسة وفضلت الصمت»، مشيرة إلى أن إحدى الأخوات نصحتها أن تعمل فرداً لشعر بناتها في أحد المشاغل ما أدى إلى اختفاء الحشرة من الشعر في شكل نهائي. من جهته، أوضح الصيدلي حمدي عبدالغني أنه في الأشهر الأخيرة ازداد الطلب على الغسول الخاص بحشرة «القمل» في شكل ملاحظ، مؤكداً نفاده من السوق. وقال: «بعض الأشخاص الذين يسألون عن الغسول ولا يجدونه تجدهم يسألون عن المكان الذي يُتوقع وجوده فيه، وفي بعض الأحيان يطلبون نصائح علاجية للتقليل منه، خصوصاً أن الجميع يعلم أنه معد وينتقل من شخص لآخر». واتفق معه في الرأي الصيدلي هشام محمد، وأكد أنهم يبيعون الغسول في اليوم الواحد لأكثر من خمسة أشخاص، فيما أوضح الصيدلي محمد العدلي أن الغسول يباع بشكل يومي في الآونة الأخيرة وبخاصة لدى طلاب المدارس. من جهتها، أوضحت مديرة الصحة المدرسية الدكتورة سونيا المالكي ل «الحياة» أن الشامبو الخاص لمكافحة حشرة «القمل» متوافر في صيدليات الوحدات الصحية كما يتم تزويد بعض المدارس بالشامبو مباشرة في حالة طلب المدرسة عند وجود مصابات ب «القمل»، كما يتم منح الحالة المصابة إجازة عزل لمدة خمسة أيام، ولا يسمح لها بالعودة إلى المدرسة إلا بعد مراجعة الوحدة الصحية وإعادة الكشف عليها ومخاطبة المدرسة بشفاء الحالة المصابة. وأكدت المالكي حرص إدارة الصحة المدرسية على التخاطب في شكل متواصل مع الجهات المعنية بالإدارة العامة للصحة المدرسية بالرياض لتوفير عبوات شامبو «القمل» بوفرة على مدار العام، لافتة إلى توزيع جميع العبوات على الوحدات الصحية المدرسية للبنات بجدة ورابغ، ومن ثم توزيعها على المدارس التي تحتاجها. وأفاد بأن إدارة الصحة المدرسية تقدم التوعية الصحية الكافية للأم المرافقة لابنتها المصابة عن كيفية التعامل مع الحالة والتنبيه بضرورة فحص المخالطين للحالة المصابة، إضافة إلى أن يكون العلاج جماعيًا لجميع الحالات المتواجدة بالمنزل وذلك للوقاية والحد من الانتشار والإصابة، موضحة أن الصحة المدرسية ليس بإمكانها القيام بالمهمة بمفردها، فالمسؤولية تكمن بالدرجة الأولى على الأم التي يتوجب عليها فحص فروة رأس ابنتها الطفلة بانتظام.