اعلنت وزارة الداخلية الكويتية امس اعتقال ستة كويتيين ضمن خلية لتنظيم «القاعدة» قالت انها كانت تخطط لمهاجمة معسكر عريفجان للقوات الاميركية جنوب العاصمة، ويضم المعسكر قيادة القوات البرية الاميركية في الشرق الاوسط، اضافة الى اهداف امنية كويتية مثل مبنى جهاز أمن الدولة.وعلمت «الحياة» ان ثلاثة من المعتقلين الستة شبان في العشرينات من العمر ينتمون الى اسرة واحدة وكانوا اوقفوا على خلفية هجوم ادى الى مقتل جندي اميركي في جزيرة فيلكا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2002 لكن المحكمة برأتهم من الانتماء الى تنظيم «القاعدة» ومن التخطيط لاعتداءات، واعيد اعتقالهم قبل ايام لورود اسمائهم خلال التحقيق مع المتهم الرئيسي في هذه «الخلية» و يدعى «ع. القطان». وجاء في بيان لوزارة الداخلية أمس ان «رجال امن الدولة تمكنوا من ضبط شبكة ارهابية، تضم ستة مواطنين تابعة لتنظيم القاعدة، كانت تخطط لتفجير معسكر عريفجان ومبنى جهاز امن الدولة ومنشآت اخرى». واضاف البيان ان «عمليات التحقيق والتحري جارية للكشف عن الابعاد الكاملة للشبكة الارهابية حيث تم تحويل المتهمين الى النيابة العامة ليقدموا اعترافات تفصيلية في شأن مخططهم». وتابع ان «هذا الانجاز يأتي تجسيداً لسياسة الامن الوقائي التي تنتهجها القيادة العليا لوزارة الداخلية حماية لامن الوطن وامان المواطنين». وكانت صحيفة «الرأي العام» الكويتية نسبت الى مصدر امني امس قوله ان المعتقلين «اعترفوا تفصيلاً بشراء شاحنة كانت ستُعبأ بالسماد الكيماوي والمواد الكيماوية وعبوات الغاز لاقتحام معسكر عريفجان وتفجيره، وان العملية كانت ستُنفذ الاسبوع المقبل». وتحدث المصدر الامني عن ضبط اسلحة رشاشة ومسدسات مع الموقوفين، وتبين انهم اجروا استعدادات وتمرينات على هجمات، وانه عثر معههم على خرائط ومخططات لهذه الهجمات اثناء حملات دهم لمنازل ومزارع بعد الحصول على اذن من النيابة العامة. ويقع معسكر عريفجان على بعد 55 كيلومترا جنوب العاصمة وهو في الاساس ثكنة للواء مدرع كويتي، وبنيت الى جانبها منذ التسعينات قاعدة اميركية كبيرة تضم قيادة القوات البرية التابعة للقيادة المركزية الاميركية (سنتكوم) التي تقود عمليات قوات التحالف في العراق وافغانستان. وتحيط بالقاعدة، التي يقودها جنرال اميركي ذي ثلاث نجوم، نطاقات امنية كبيرة ومعقدة ما يجعل من الصعب الاعتقاد بان بضعة شبان سيتمكنون من مهاجمتها واقتحامها. وسبق للكويت ان شهدت عمليات عنف نسبت الى «القاعدة» كان اسوأها المواجهات بين جهاز الامن ومجموعة «اسود الجزيرة» في كانون الثاني (يناير) العام 2005 التي استمرت لايام وادت الى مقتل او جرح 20 شخصا من مسلحي المجموعة ورجال الامن والمدنيين. وذكرت وكالة «اسوشيتدبرس» ان معسكر عريفجان سيلعب دوراً اساسياً في الانسحاب العسكري الاميركي من العراق، اذ سينسحب الاف الجنود الاميركيون عبر الكويت عائدين الى الولاياتالمتحدة اعتباراً من آب (اغسطس) 2010. ولا يزال في الكويت ستة كويتيين ومن دون جنسية وعرب ادينوا وحكموا بالسجن مدى الحياة العام 2007 لاشتراكهم في مؤامرة ارهابية وقتال شوارع في الكويت العام 2005. ولا تعلن الولاياتالمتحدة عدد قواتها المتمركزة في الكويت لكن يُعتقد بانه يقارب 15 الفاً بصورة دائمة، وان كان يتغير وفق متطلبات الموقف في العراق. ويعتقد الكويتيون بانهم سيحصلون على عقود اسناد من الولاياتالمتحدة قد تُدر عليهم ما يزيد على ثلاثة بلايين دولار في عملية الانسحاب الاميركي من العراق.