طهران، باريس، نيويورك – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – أبدت رئاسة أركان الجيش الإيراني، معارضتها نية الرئيس محمود احمدي نجاد تعيين وزير الداخلية صادق محصولي وزيراً للدفاع خلفاً لمصطفى محمد نجار الذي تحفظت شخصيات بارزة عن تسلّمه حقيبة الداخلية. جاء ذلك في وقت أعلن مساعد لمير حسين موسوي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية، مقتل 69 شخصاً على الأقل في الاضطرابات التي أعقبت إعادة انتخاب نجاد، وهو ما نفته الشرطة التي تمسكت بحصيلة 19 قتيلاً، علما أن لجنة برلمانية أشارت الى مقتل 30 شخصاً. وفي تطور بارز، أعلنت الناطقة باسم الأممالمتحدة ماري اوكابي ان الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون بعث الاثنين الماضي برسالة تهنئة الى نجاد لمناسبة توليه ولاية رئاسية ثانية. وأوضحت اوكابي ان «الرسالة معتادة لمناسبة تنصيب» الرئيس الإيراني، مشيرة الى أن نصها لن يُنشر. في الوقت ذاته، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) أمس، بأن الرئيس المصري حسني مبارك بعث الاثنين الماضي ب «رسالة تهنئة» الى نجاد «لمناسبة إعادة انتخابه». وأشارت الى ان مبارك «هنأ نجاد بفوزه بغالبية الأصوات، متمنياً للحكومة والشعب الإيرانيين التوفيق والنجاح». واعتبرت قناة «برس تي في» الرسمية الإيرانية الناطقة باللغة الإنكليزية، رسالة التهنئة «خطوة نادرة»، فيما لم يصدر تأكيد مصري رسمي للنبأ. وفي باريس، أعلنت الرئاسة الفرنسية ان السلطات الإيرانية أفرجت عن الفرنسية - الإيرانية نازك أفشر الموظفة في المركز الثقافي في السفارة الفرنسية، والتي كانت معتقلة في طهران «على غرار كلوتيلد ريس التي ما زالت مسجونة». وأوضحت الرئاسة ان ساركوزي الذي تحدث هاتفياً مع أفشر، أبدى «فرحاً كبيراً لإطلاقها»، مشيرة الى انه طالب ب «الإفراج أيضاً من دون تأخير» عن الأكاديمية الفرنسية كليوتيلد ريس التي تُحاكم في طهران بتهمة التجسس لمشاركتها في التظاهرات. وأعرب ساركوزي عن امتنانه لدول الاتحاد الأوروبي وأخرى «صديقة مثل سورية التي دعمتنا» في هذه القضية. جاء ذلك بعد ساعات على تصريح السفير الإيراني لدى فرنسا سيد مهدي مير أبو طالبي، لإذاعة فرنسا الدولية: «قدمت وزارتنا تعهداً الى السلطة القضائية الإيرانية، بأن تتمتع هذه الشابة الفرنسية بهامش من الحرية المشروطة، على أن تقيم في سفارة بلدها في طهران حتى انتهاء محاكمتها. ولم نحصل حتى الآن، على رد من السفير الفرنسي». وأضاف انه كان بالإمكان التوصل الى حل ب «هدوء، لكن الفرنسيين تجاهلوا النصيحة ويوجه إليهم اللوم في هذه الورطة. مع الأسف، أصدقاؤنا الفرنسيون لم يتحلوا بالصبر اللازم، وزعموا ان هذه السيدة الشابة بريئة تماماً. بمعنى آخر اتخذوا مكان القضاة الإيرانيين». وكان الناطق باسم الحكومة الفرنسية لوك شاتيل اعلن ان ثمة «بداية أمل بإمكان التوصل الى حل سريع» للإفراج عن ريس، مستنداً الى «الاتصالات الديبلوماسية والاتصالات على أعلى مستوى» التي أجراها ساركوزي. وجدد التأكيد على ان «ريس بريئة، وضحية محاكمة مهزلة». وعلى صعيد تشكيل الحكومة، أوضحت «برس تي في» ان رئاسة أركان الجيش عارضت تعيين محصولي وزيراً للدفاع، مشيرة الى ان ذلك قد يدفع نجاد الى البحث عن مرشح آخر للمنصب. وأضافت ان «شخصيات بارزة» عارضت أيضاً تعيين نجار وزيراً للداخلية، موضحة ان علي شيخ الإسلامي وهو الرئيس السابق لمكتب الرئيس والعضو في جامعة طهران للعلوم والتكنولوجيا وحليف لنجاد، بات مرشحاً لشغل الحقيبة. وفي السياق ذاته، أبلغ اكثر من مئتي نائب محافظ من أصل 290 عضواً في المجلس، نجاد بأن المجلس سيتعاون «الى أقصى حد في التصويت على منح الثقة» للحكومة الجديدة، إذا اختار وزراء «أكفاء، ومن أبناء الثورة ومن أصحاب الخبرات ومتخصصين». وأفادت «إرنا» بأن نجاد أكد لكتلة المحافظين في البرلمان، انه سيعيّن «وزراء أكفاء وأكثر ثورية ونشاطاً»، مؤكداً استعداده «للإفادة من وجهات نظر النواب في مختلف المجالات، بما فيها تقديم الوزراء المقترحين».