قالت مصادر فلسطينية ل»الحياة» في دمشق ان الجانب المصري قدم «اقتراحاً» الى وفدي «حماس» و»فتح» بتشكيل حكومة وحدة وطنية يتضمن برنامجها السياسي «التزام» الاتفاقات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل «لجنة وطنية» للاشراف على تنفيذ نتائج الحوار الفلسطيني، وذلك بهدف «الخروج من المأزق» الذي وصل اليه الحوار الوطني بين الحركتين في القاهرة. واشارت الى ان الجانب المصري اقترح 26 الشهر الجاري «موعداً أولياً» لاستئناف الحوار، بعد عودة اعضاء الوفدين الى قيادتيهما لاتخاذ موقف من «الاقتراح الاولي» الذي قدمه الجانب المصري. غير ان مصادر فلسطينية اخرى في دمشق، قالت ان الاقتراح المصري «غير واضح وغير مقبول من حماس». وبحسب المعلومات المتوافرة، كرر وفد «حماس»، برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي موسى ابو مرزوق، ووفد «فتح»، برئاسة احمد قريع، في جلسات الحوار الاخيرة «المواقف السابقة من دون اي تغيير» ازاء القضايا العالقة في مواضيع البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية والانتخابات والهيئة الوطنية العليا واصلاح اجهزة الامن. واوضحت المصادر الفلسطينية ان الجانب المصري ابلغ وفد «حماس» ان «الاميركيين يرفضون اي حكومة لا تقبل بشروط اللجنة الرباعية (الاعتراف باسرائيل والاتفاقات الموقعة ونبذ العنف)، وان حماس تقول ان الاعتراف باسرائيل هو خط احمر لن تقبل به، وان فتح تريد من الحكومة المقبلة ان تعترف اعترافاً شفافاً مثل الكريستال باسرائيل، لذلك اقترح الجانب المصري افكاراً اولية لتجاوز هذه العقدة». وزادت انه خلال اللقاء الذي عقده مسؤول أمني مصري مع ابو مرزوق قدم اقتراحا اولويا يقوم على الفصل بين الحكومة ونتائج الحوار، بحيث تشكل حكومة تتعامل مع الموضوع السياسي وفق الشروط التي تقترحها «فتح» ويتضمن برنامجها السياسي «التزام» الاتفاقات (في حين توافق «حماس» على استخدام عبارة «احترام» الاتفاقات)، بالتوازي مع تشكيل لجنة او هيئة وطنية تشرف على تنفيذ ما يتفق عليه في الحوار بين الحركتين. واوضحت المصادر «ان الجانب المصري قدم هذا الاقتراح غير الواضح، كمخرج من المأزق من الوضع الحالي». وفي القاهرة، تحدث قيادي في حركة «فتح» شارك في أعمال الحوار الذي استمر على مدى يومين، عن الاقتراح المصري الجديد، قائلا: «إذا استمرت حماس على رفضها تشكيل حكومة تعترف بشروط الرباعية وتلتزم قرارات منظمة التحرير، فإن المطروح أن يكلف الرئيس محمود عباس شخصية ما تشكيل الحكومة بعيداً عن حماس، وذلك ضمن التوافق الوطني حتى لا ينقطع الطريق ولتستمر الأمور ولا تتوقف، وأن تُسهم هذه الحكومة في إعادة إعمار غزة، وأن تشكل لجنة من الفصائل بغرض استمرار خطوات إيجابية في اتجاه إعادة اللحمة الفلسطينية ومنع الانقسام ثانية والمضي قدماً في المصالحة إلى حين إجراء الانتخابات». غير ان أبو مرزوق نفى وجود أي اقتراحات جديدة في ما يتعلق بالحوار، وقال في تصريحات ل «الحياة» قبيل مغادرته القاهرة متوجهاً إلى دمشق: «ليست هناك اقتراحات جديدة، والقضايا الخلافية العالقة تراوح مكانها».