واصل وفد لجنة الصداقة البرلمانية الفرنسية- اللبنانية في مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة رئيس اللجنة السيناتور جان جيرمان جولته على القيادات اللبنانية أمس، فزار البطريرك الماروني بشارة الراعي ثم مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، الذي أكد «تعزيز التعاون والحوار بين مجلس الشيوخ ودار الفتوى لما فيه مصلحة لبنانوفرنسا»، وشرح للوفد «المعاني السامية في الدين الإسلامي الذي هو دين اعتدال ورحمة ومودة وحوار وتواصل مع كل الشعوب». وعرض الوفد مع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة مسألة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية. وإذ شدد حسن على «ضرورة الانتخاب الفوري لرئيس جديد للبلاد»، دعا فرنسا إلى «تقديم كل الدعم المطلوب للجيش، بصفته المؤسسة الشرعية المنوط بها حماية البلاد واستقرارها، وذلك لتمكينه من مواجهة التحديات الكبيرة والمهمات الملقاة على عاتقه، وفي طليعتها محاربة الإرهاب، وحفظ الأمن والسلم الأهلي، وبسط سيادة الدولة على الأراضي كافة». كما زار الوفد رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان. ودعا قبلان فرنسا وكل الدول إلى «دعم الجيش بالسلاح والعتاد ليقوى على مكافحة الإرهاب التكفيري الذي لا يمت إلى الإسلام بصلة». وأكد «أن لبنان عرضة للتهديدات الصهيونية والتكفيرية التي تتربص الشر بلبنان وشعبه، فإسرائيل هي مصدر الشر في المنطقة وعلى فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي الضغط عليها». والتقى الوفد وزير الخارجية جبران باسيل وتم البحث في المواضيع الداخلية في لبنان والمنطقة. وعقد الوفد اجتماعاً مع النائب ميشال المر، رئيس مجموعة الصداقة اللبنانية الفرنسية في البرلمان اللبناني، في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي لبحث المستجدات السياسية والأمنية على الساحتين الداخلية والدولية. ولبّى الوفد دعوة المر إلى الغداء، في حضور وزراء ونواب وقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس المنظّمة العالمية لل «إنتربول» الدولي إلياس المر. ورحب المر بالوفد واعتبر أن «منطقة الشرق الأوسط تمرّ بظروف دقيقة وغامضة تنعكس تداعياتها المأسوية على الساحة اللبنانية وما هذه الأحوال المتردية والتقهقر الأمني الخطير إلا من خلال النتائج السلبية على الصعد كافة، السياسة والأمنية والاقتصادية- الاجتماعية». وإذ أكد أن «الوفاق الوطني والاستقرار الداخلي يساعداننا على الخروج من هذه الازمة الخطيرة الناتجة من حروب الآخرين وانعكاساتها على الساحة اللبنانية»، أسف لأنه «حتى الآن ليس هناك من حوار جدي ولا استقرار أمني». ونوّه بتأكيد «الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال المؤتمر الدولي المنعقد في كي دورسيه، معلناً ضرورة الحفاظ على سيادة لبنان ووحدته ودعم الجيش في مكافحته الإرهاب»، آملاً بأن «يتضاعف دعم فرنسا لوحدة لبنان واستقراره في هذه المرحلة الدقيقة». وقال جيرمان إنه «على رغم ما يحصل في لبنان والمنطقة إلا أننا لم نتردد في المجيء إلى لبنان مع أن الظرف غير موات وصعب. وقمنا بجولات على القيادات السياسية والروحية وصولاً إلى الجنوب لتأكيد عمق الصداقة والعلاقات التي تربط لبنانوفرنسا». وأضاف: «نفتخر بالجيش اللبناني وتضحياته وعمله من أجل الحفاظ على استقرار لبنان»، متمنياً أن «يكون لديكم رئيس للجمهورية وهي رغبة الرئيس هولاند الحريص على لبنان». وأكد أن «هبة الثلاث بلايين دولار أمر قائم ومستمر، وهو في موقع التنسيق بين القيادات العسكرية والجهات المعنية». وزار الوفد أيضاً رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.