من سجون دبيوالقاهرة وزهدان قدموا، ليقبعوا في إصلاحية الحائر، جميعهم متورطون في قضايا مخدرات. اختلفت تفاصيل قصصهم، لكن مصيرهم كان الحكم المؤبد، ليقضوا ما تبقى من مدد محكومياتهم في سجون السعودية. يقول (ع.م.ط) بصوت متلعثم: «سافرت إلى مصر عام 1991، وبعد دخولي القاهرة بعشرة أيام تم القبض عليّ في قضية مخدرات، وحكم عليّ بالأشغال الشاقة المؤبدة، وبعد 19 عاماً دفعت 10 آلاف جنيه غرامة حتى أقضي بقية العقوبة في بلدي أنا وسجين سعودي آخر، وتم ترحيلي إلى السعودية». ويضيف: «بعد الثورة المصرية أصدر المجلس العسكري عفواً عن المساجين، لكن لسوء حظي لم أكن هناك في مصر، ونصّ القرار على أن كل محكوم مؤبد أمضى 15عاماً من الحكم يطلق سراحه، وبعض السجناء السعوديين أطلق سراحهم الشهر الماضي من القاهرة»، مؤكداً أنه قبل أسبوعين جاء أمر إطلاق سراحه من مصر وإلى الآن لم ينفّذ، وأنه أكمل الآن 22 عاماً داخل السجون. وبكلمات تحرقها حرارة الندم يروي (ع.ح.ص) كيف نقل من سجن دبي إلى الحائر، يقول: «سجنت في دبي ست سنوات في قضية بيع المخدرات، إذ وضعوا لي كميناً محكماً عندما أردت أن أبيع حبوباً مخدرة لأحد العملاء في أحد فنادق دبي، وصدر بحقي حكم بالسجن المؤبد، على رغم أنه ليست لديّ سوابق». ويضيف: «بسبب 50 حبة مخدرة بقيمة 650 درهماً فقدت حياتي كلها، طلب مني أحد الأصدقاء حبوباً مخدرة لأحد أصحابه، وأردت أن أخدمه فيها، ولكن وقعت في شر عملي وقبض علي». ويتابع: «كل إنسان يخطئ، وأحمد الله أني غير متزوج، وأشكر الله على ترحيلي إلى بلدي، ولله الحمد كل شيء متوفر لي، حتى وأنا في سجون دبي كان يأتيني مصروف شهري من الدولة رعاها الله، طالباً من الله الفرج، فالأمل موجود». وعن زيارة أهله، قال: «لم يزرني أحد من أهلي، ولم أشاهد أحداً من أقاربي، وأنا أتحمل ما قمت به». ومن سجن زهدان إلى سجن الحائر يروي (ح.م.ظ) كيف ذهب إلى إيران للعلاج من مرض «البهاق»، وتم القبض عليه في أحد فنادق زهدان في قضية مخدرات، ومكث هناك خمسة أشهر، «ثم رحلت إلى السعودية عن طريق البحرين، ومنها إلى الرياض لسجن إصلاحية الحائر». ويضيف: «فقدت أهلي ووالدي وأنا داخل السجن، ولم يزرني أحد، وأنا نادم أشد الندم على ما قمت به، ولكن أطلب العفو من رب العالمين».