في رسالة تحد موجهة الى الادارة الاميركية الساعية الى تحقيق اتفاق سلام في الشرق الاوسط، اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو امس ان حكومته «لن تكرر خطأ الانسحاب الاحادي الجانب واجلاء مستوطنين» من الضفة الغربية على غرار ما فعلت حكومة آرييل شارون في غزة صيف 2005، مجدداً الربط بين التسوية مع الفلسطينيين باعترافهم ب «يهودية الدولة» ووضع ترتيبات امنية قابلة للتنفيذ. في غضون ذلك، حمل اقطاب الحكومة الاسرائيلية على مؤتمر حركة «فتح» وبرنامجها السياسي الذي أكد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الاشكال. وصرح نتانياهو قبيل الجلسة الاسبوعية لحكومته امس بأن اخلاء المستوطنات في قطاع غزة «لم يحقق السلام ولا الامن، بل العكس، اذ تحولت غزة الى قاعدة لحركة حماس بسيطرة ايرانية». واكد ان حكومته «لن تكرر هذا الخطأ» و«لن يُجلى مستوطنون هناك مجددا». وتزامن موقف نتانياهو مع هجوم شنه اقطاب حكومته، وعلى رأسهم وزير الدفاع ايهود باراك، على البرنامج السياسي لحركة «فتح» الذي تمت المصادقة عليه في اجتماع للمؤتمر العام السادس للحركة في بيت لحم مساء اول من امس، والذي ينص على التزام عملية السلام وفق محددات معينة، ورفض «يهودية اسرائيل»، ويؤكد خيارات النضال المشروعة دوليا، مع تركيز خاص على النضال الشعبي. وحسب الناطق باسم مؤتمر «فتح» نبيل عمرو، فان البرنامج السياسي الذي تبناه المؤتمر هو البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الذي ينص على اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس على الاراضي المحتلة عام 1967، وحق عودة اللاجئين، مضيفا ان البرنامج ينص ايضا على ان «فتح» حركة مقاومة، وان من حقها ان تستخدم وسائل النضال المختلفة التي ضمنتها الشرعية الدولية. غير ان الدكتور نبيل شعث الذي كتب نص البرنامج اشار الى ان البرنامج ينص ايضا على ممارسة النضال الشعبي السلمي و«انواع النضال التي ابتدعتها انتفاضة الحجارة وانتفاضة الجدار... واشكال مختلفة للنضال بما فيها السياسي والديبلوماسي والمفاوضات»، موضحا ان «النضال في المرحلة الحالية هو نضال شعبي، لكن ذلك لا يلغي اشكال النضال الاخرى التي هي تاريخنا وحقنا بموجب القانوني الدولي». وفي رد فعل على هذا البرنامج السياسي، قال باراك ان «مؤتمر فتح مخيب للآمال وغير مشجع لانه في الشرق الاوسط ليس هناك وسيلة اخرى سوى الجلوس لابرام اتفاق حول برنامج سلام». من جهته، قال وزير الاعلام يولي ادلستاين (ليكود): «ليست فتح ،حسبما رأينا في برنامجها، اقل تطرفا من حماس، وهذا مقلق لانه يضر بامكان تسوية مع قيادة السلطة الفلسطينية». اما نائب رئيس الحكومة، زعيم حركة «شاس» الدينية الشرقية ايلي يشاي، فقال: «لن يكون ممكنا التوصل الى سلام مع من لا يعترف بنا». وفيما اعتبر وزير البيئة ييغال اردان (ليكود) ان لا فرق بين «فتح» و«حماس»، قال نائب وزير الخارجية داني ايالون ان المواقف الصادرة عن المؤتمر «مقلقة حقا لانها لا تؤشر الى اي تحول في مواقفها، خصوصا في ما يتعلق بالتسليم بوجود اسرائيل والتعايش معها بسلام ولبدء عملية سياسية بلا شروط مسبقة». واضاف محذرا انه في حال بقي قادة السلطة «رهائن بيد المتطرفين في فتح مثلما رأينا في المؤتمر، فان في ذلك عودة 20 عاما الى الوراء، وهذا مؤسف ويحتم علينا اعادة حساباتنا».