أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل أمس عن دعمه مسعى الرئيس محمود عباس للذهاب إلى الأممالمتحدة للحصول على وضع دولة مراقب لفلسطين في الأممالمتحدة، في وقت أفادت تقديرات سياسية إسرائيلية رسمية بأنه في حال توجه السلطة إلى الأممالمتحدة، فإن الحكومة الإسرائيلية لن تتخذ خطوات عقابية «شديدة» ضد السلطة، وأنها ستحترم التعهد الأوروبي والأميركي عدم السماح للسلطة الفلسطينية استخدام القانون الدولي بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأفاد بيان صادر عن «حماس» بأن «مشعل أجرى صباح الاثنين (امس) اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفلسطيني اكد خلاله ترحيب حماس بخطوة الذهاب للأمم المتحدة للحصول على صفة دولة مراقب»، كما اكد «ضرورة أن يكون هذا التحرك في إطار رؤية واستراتيجية وطنية تحافظ على الثوابت والحقوق الوطنية وتستند إلى عوامل قوة بيد شعبنا الفلسطيني وعلى رأسها المقاومة». وأضاف البيان انه تم التأكيد «على ضرورة إنجاز المصالحة الوطنية كأولوية وطنية، مستفيدين من الأجواء الإيجابية بعد الانتصار الذي حققه شعبنا في غزة». وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي ل «حماس» أن حركته ترحب بالخطوة «من دون التنازل أو التفريط بأي شبر من ارضنا الفلسطينية من البحر إلى النهر». ويأتي البيان قبل ثلاثة أيام من توجه عباس إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لرفع تمثيل دولة فلسطين، وبعد أن نفى قادة «حماس» في قطاع غزة دعمهم لعباس في هذه الخطوة. وتبدو تصريحات قادة «حماس» في الخارج مختلفة عن قيادات «حماس» في قطاع غزة، أذ نفى الناطق باسم حكومة «حماس» في غزة طاهر النونو أن يكون رئيس الحكومة إسماعيل هنية قدم دعمه للذهاب إلى الأممالمتحدة، وقال: «لا صحة لما تردد في وسائل الإعلام عن مباركة رئيس الوزراء لخطوة أبو مازن للذهاب للأمم المتحدة». أما القيادي في الحركة في غزة محمود الزهار، فأكد السبت في لقاء مع الصحافيين أن خطوة الأممالمتحدة هي «ختم تنازل رسمي» عن حدود فلسطين عام 1948. وكان نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق الموجود في القاهرة دعا في 17 من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي السلطة الفلسطينية إلى عدم التراجع عن المسعى في الأممالمتحدة، وذلك في مقابلة تلفزيونية خلال عملية «عمود السحاب» العسكرية ضد قطاع غزة، وقال: «أرجو أن لا يحول دون الذهاب للأمم المتحدة حتى لا نعطي هدية مجانية لإسرائيل في هذا الموضوع». وأعلن عباس في خطاب ألقاه أمام آلاف من أنصاره الأحد عن ثقته الكاملة بالحصول على مكانة دولة مراقب في الأممالمتحدة حيث ستنظر الجمعية العامة للأمم المتحدة في الطلب الخميس بحضوره. وتعارض الولاياتالمتحدة وإسرائيل هذا المسعى، لكن رغم ذلك نشر موقع الإذاعة العبرية امس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لن يتخذ خطوات عقابية ضد توجه الرئيس الفلسطيني إلى الأممالمتحدة بهدف الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة بصفة مراقب، وذلك في أعقاب التعهد الأوروبي والأميركي لإسرائيل بعدم استخدام القانون الدولي من جانب السلطة بعد الاعتراف ضد إسرائيل وتتخوف إسرائيل من أن تستخدم القيادة الفلسطينية الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة من اجل التوجه إلى المحكمة الدولية في لاهاي، والتي قد تُسبب العديد من المشاكل لإسرائيل على أكثر من صعيد، منها «الاستيطان، والعمليات العسكرية وجرائم الحرب» وغيرها.