بينت دراسة علمية نشرت أمس الاحد في مجلة "نيتشر جيوساينس" ان قمر "اوروبا" احد اقمار كوكب المشتري البالغ عددها 67، يتكون من صفائح تكتونية كتلك التي يتكون منها كوكب الارض. وتأتي هذه الدراسة بعد دراسات سابقة اشارت الى احتوائه على كميات كبيرة من المياه تجعله متشابها في بعض مزاياه مع مزايا كوكب الارض. معلوم ان القارات التي تشكل اليابسة على الارض ترتكز على صفائح تكتونية تتحرك بشكل مستمر، وتتصادم في ما بينها مسببة الزلازل. وقمر "اوروبا" المتجمد هو احد الاجرام التي تدور حول المشتري الغازي الضخم، اكبر كواكب المجموعة الشمسية، علما انه ذو نواة صخرية ضخمة تؤدي جاذبيته الكبيرة الى تجمع الغازات بشكل كثيف حول سطحه. ويعتقد العلماء ان سطح "اوروبا" هو الاحدث تكوينا من بين أجرام المجموعة الشمسية. سطحه أملس متعرج تشوبه بعض التشققات والكتل الجليدية. وفي دراسة سابقة، عام 2011، اوضح باحثون ان هذه الطوبوغرافيا غير المألوفة بين الأجرام الجليدية تفسر بظاهرة "الارض الفوضوية" التي ترصد على الارض وتتسبب بها تفاعلات بين الجليد ودفعات المياه الساخن. والقمر اوروبا هو جرم حي جيولوجياً، اذ ان الصفائح التكتونية فيه تتداخل في ما بينها وبعضها تحت بعض. وهذه الظواهر تؤدي الى اعادة ادخال اجزاء من سطحه الى داخل القشرة الجليدية، بحسب ما شرح معدو الدراسة، الباحثون في جامعة جونز هوبكينز الاميركية. واظهرت دراسات علمية سابقة ان "اوروبا" يخبئ، تحت طبقة الجليد، محيطاً من المياه السائلة، مع انه لم يرصد مباشرة حتى الان. ويتساءل علماء حول احتمال وجود أشكال ما من الحياة في هذا المحيط. وكشفت صور لاوروبا، نقلتها المركبة الاميركية "غاليليو" (1995 - 2003) خلال استكشافها المشتري واقماره، سطحاً تتخلله تصدعات وجليد غير مستو. وارتكز معدو الدراسة على تلك الصور لرسم خارطة لمساحة من القمر اوروبا تمتد على 134 الف كيلومتر مربع. وقد تكون مساحة 20 الف كيلومتر مربع منها قد غاصت داخل القشرة الجليدية، بحسب ما تكشّف لديهم. وقال علماء "قد يكون القمر اوروبا الجرم الوحيد في المجموعة الشمسية، عدا عن كوكب الارض، الذي تتحرك داخل سطحه صفائح تكتونية". وتعتزم وكالة الفضاء الاوروبية (ايسا) ارسال مسبار في 2022، لاستكشاف اقمار المشتري الجليدية. وسيدرس مسبار "جوس" (جوبيتر آيسي مون اكسبلورير) بخاصة الاقمار اوروبا وغانيميد وكاليستو التي يعتقد انها تحوي محيطات جوفية. وتركز المهمة على رصد اثار للحياة. ولن يحط "جوس" على اقمار المشتري لكنه سيستخدم اجهزة رادار لرصد ما في باطنها. يشار إلى أن المسبار "جوس" لن يصل الى المشتري الا بعد ثماني سنوات من إطلاقه.