بدأت لجنة التحقيق في حادثة الصعق التي شهدتها بلدة عين دار الجديدة (محافظة بقيق)، أمس، مهماتها، بالاستماع إلى ذوي العريس وعدد من سكان البلدة. فيما نفت مصادر فيها توجيه اللجنة اتهامات إلى أشخاص بالتسبب في الكارثة، عبر إطلاق النار، الذي أدى إلى إسقاط كيبل الكهرباء ذي الجهد العالي، ما تسبب في الحادثة، التي أسفرت عن مقتل 25 شخصاً، وإصابة 10 آخرين. وعلمت «الحياة» أن التحقيقات التي تجريها اللجنة، التي تضم جهات حكومية عدة، بينها الدفاع المدني، والشرطة، وهيئة التحقيق والادعاء العام، والمباحث العامة، لن تقتصر على مسببات الحادثة، بل ستشمل «أوجه القصور من الجهات المعنية بالتعامل مع الحادثة، إن وجدت». ونقلت اللجنة، التي شكلها أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، ويترأسها محافظ بقيق سليمان حمد بن جبرين، تعازي قادة البلاد وكبار المسؤولين، إلى ذوي المتوفين، ومواساتهم في هذه الفاجعة. بدوره، قال محمد خالد بن بعيث (من أسر ضحايا الحادثة)، ل «الحياة»: «إن المصابة سدرة ناصر الهاجري (20 سنة)، وهي إحدى المصابات في الكارثة، ستنجو إن - شاء الله- من بتر قدمها، بعد أن تم تحويلها من قِبل مستشفى «أرامكو السعودية» في بقيق، إلى مستشفى الشركة في الظهران. وقررت اللجنة الطبية في المستشفى، بتر قدمها المصابة بحروق شديدة. وبعد رفض ذويها، أمر وزير الدولة رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، بنقلها إلى قسم الحروق في مستشفى الحرس الوطني في الرياض، لإجراء الفحوص اللازمة من قِبل اللجنة الطبية. وتم إخبار ذويها بأن حالها قد تتحسن تدريجياً، كما أخبروهم أن قدمها لا تحتاج إلى البتر. وهناك متابعة للفحوص الطبية، ويتم إعطاؤها العلاج اللازم». وأضاف بن بعيث، أن «جميع سكان البلدة، من رجال ونساء وأطفال، متأثرون بما حدث، إذ فقدوا عدداً كبيراً من ذويهم، وصل إلى 25 شخصاً». وأوضح أن تأثر الأهالي «يتركز على الناحية النفسية، وبخاصة بين الصغار»، لافتاً إلى ما قدمه مكتب التربية والتعليم في محافظة بقيق، من «برنامج لمعالجة الآثار النفسية للفاجعة بين الطلاب، والذي سيكون له دور كبير في تهدئة نفوس من فقدوا ذويهم، سواء الأب، أو الأم، أو أحد الأقارب». وطالب بتخصيص «استشاري نفسي، لزيارة أهالي الضحايا في البلدة، ومتابعة حالتهم النفسية»، مردفاً أن «ما يمرون به أحال حياتهم إلى كوابيس»، مستدركاً «نحن مؤمنون بأن ما حدث هو ما كتبه الله - سبحانه وتعالى- لنا». وتقدم نيابة عن أهالي البلدة، والضحايا والمصابين، بالشكر إلى خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، ووزير الداخلية، وأمير المنطقة الشرقية، ونائبه، وإلى مديري ورؤساء الدوائر الحكومية، والشركات الخاصة، وبخاصة «أرامكو السعودية»، والمواطنين، وكل مَنْ تقدم بالعزاء والمواساة. وكان وفد من جامعة الملك فيصل في محافظة الأحساء، يتقدمه مديرها الدكتور يوسف الجندان، قام أمس، بتقديم التعازي لأهالي مركز عين دار الجديدة. والتقوا رئيس مركز عين دار الجديدة فهد بن بعيث، والأهالي. إلى ذلك، كشف المدير العام للشؤون الصحية في الشرقية الدكتور صالح الصالحي، أن مركز صحي عين دار، عمل خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، على استقبال المراجعين من المصابين في الحادثة، إضافة إلى استقبال المراجعين الآخرين، من سكان المركز، البالغ عددهم 1552 نسمة. وقال الصالحي: «إن التوجيه اقتضى بفتح أبواب المركز خلال إجازة الأسبوع الماضي، لاستقبال المراجعين، وتخفيف الضغط أيضاً على مستشفى بقيق العام، وتقديم المزيد من الخدمات الطبية للمواطنين خلال إجازة العيد». وأشار إلى أن توجيهات أمير الشرقية الأمير محمد بن فهد، «القاضية بتقديم الإمكانات كافة، والعمل بالطاقة القصوى، لتقديم الخدمات لمصابي الحادثة، أدت إلى استنفار كامل في مختلف أقسام مستشفى بقيق العام، لاستقبال الحالات. كما اقتضى التوجيه بالتسهيل على المراجعين من سكان المحافظة، ما اقتضى فتح مركز الرعاية الصحية الأولية في عين دار خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، للتسهيل عليهم».