نفدت الأعذار المنطقية التي يحشد لها البعض وكله بالطبع من أجل هدف واحد لا غير، وهو منع النساء من قيادة السيارات تحت حجج واهية لا تدخل العقل، ومحاولات التأثير في القيادة صاحبة القرار عن طريق خيمة الدين الذي حاول البعض استغلاله لتمرير هذه الفكرة، ولما فشلوا حاولوا استحضار أرواح أخرى، أقصد أسباباً وأعذاراً أخرى قد ترهب وتخيف النساء والرجال، وبما أنها فكرة جديدة «لا نج» فمن الممكن أن تعود بالنفع على بعض شركات تصنيع الحفاضات، ومن الممكن أن نخلق سوقاً رائجة وناجحة للترويج لهذا النوع من الحفاضات التي يجب أن تكون عالية الجودة ومتعددة المقاسات، نظراً إلى وضع سائقات السيارات اللاتي يرفضن الخروج من السيارة لأنهن يتبولن على أنفسهن من شدة الخوف «بحسب تصريح أحد مسؤولي الشرطة في إحدى الدول الخليجية الشقيقة، لأحد الشيوخ أو الدعاة كما يصنّفون أنفسهم المركزين على جلب واختراع وتسويق وترويج أكبر قدر من الموانع، لعلها تمنع النساء من التفكير بهذا الموضوع المشين بحسب وجهة نظرهم». هؤلاء لا يرون بأساً أن تخرج المرأة مع سائق غريب عنها ليقوم بتوصيلها إلى عملها وتوصيل أولادها إلى مدارسهم، المهم ألا تمسك بيديها مقود السيارة. وأعتقد أن الموضوع برمته نفسي ذو رمزية خاصة، فقد يكون إمساكها بالمقود رمز أنها تملك التحكم، وأنها حرة في أن تسلك هذا الطريق أو ذاك، وقد تكون حرة في اختيار نوع الوقود، وهذا قد يكون دليلاً على انفلاتها من تحت قبضة الرجل الذي عاش دهوراً طويلة يأمر وينهى، وقد يفقد هذه الامتيازات مع الوقت فور إمساك المرأة بمقود السيارة. وحتى نريح بالهم من موضوع المقود والرمزية التي تندرج تحته مستترة، أقترح الإسراع بابتكار سيارة من دون مقود، تسير بالأوامر التي أقترح في الوقت الراهن جعلها صوتية بصوت المحرم، على غرار «ود الحرمة بيت هلها»، «ود الحرمة المدرسة»، «رجع الحرمة سيدا على البيت». ونظراً إلى أن السيارة ليست عقلاً باطناً لا يقبل كلمة لا «فمن الممكن أن نريح أيضاً المحرم المبجل بأن بإمكانه إعطاء أوامر تحتوي على كل اللاءات المرغوبة «لا توقف عند السوق الفلانية، لا تفتح الأبواب، لا تفتح الشبابيك». دعونا نجرّب هذا الاختراع لبرهة مع إضافة اختراع آخر، وهو وجود كراسي ماصة للسوائل، بحيث تجف فور وصول السائل إليها، وبها خاصية الدفع، ومهمته دفع المرأة للخروج من السيارة لمعرفة ماذا حلّ بسيارتها وقت الحادثة وهي جافة، احترازاً لقسم وايمانات الشيخ وقسم وايمانات صاحبه الشرطي الخفي! [email protected] @s_almashhady