على رغم تربعه في قائمة أفضل المسابقات الكبرى، فإن أندية «البريميير ليغ» لم تنفق يوماً، ما أنفقته هذا الموسم في سوق الانتقالات الصيفية، أموال طائلة هطلت من سماء إنكلترا على العالم أجمع، طمعاً في الحصول على كل نجم تراوده فكرة ارتداء قميص جديد، فالإنكليز لم يتركوا عملاقاً إلا وجلبوه، ولم يبق موهوب إلا وطبعت حروف اسمه على قمصان الأندية الإنكليزية، فأعوام «التقشف» انتهت وقضى معها وقت «الادخار»، وارتسم حاضر تليد قفز ب«البريميير ليغ» إلى المقدم بكل التفاصيل، بما فيها عامل «الأموال والإنفاق». أكثر من بليون دولار هي القيمة النهائية لحركة انتقالات هي الأبرز في تاريخ إنكلترا، ولعل ألم السقوط أوجع إدارة مانشستر يونايتد حد الانفلات، حتى تحول مفاوضوه إلى وحوش كاسرة في «الميركاتو»، إذ كسروا كل قواعد «البريميير ليغ» بضخ 80 مليون يورو دفعة واحدة للحصول على خدمات الأرجنتيني دي ماريا من صفوف ريال مدريد، وهو الرقم الذي يعد خيالياً حينما نعود بالذاكرة إلى الوراء ونجد المدافع فرديناند هو الأغلى في تاريخ النادي، قبل «المهاري الأرجنتيني»، إذ كلفت صفقة انتقاله 30 مليون يورو، بفارق يصل إلى 50 مليون بينه وبين دي ماريا. الأرجنتيني ماركوس روخو، والهولندي بليند، إضافة إلى لوك شاو، هم الوجوه الجديدة التي طلبها الهولندي لويس فان غال قبل أن يغلق ملف الانتقالات، وكأنه أراد أن يكون «الشياطين» أبطالاً لمشهد ختامي آسر، حينما ظهر إلى جانب الكولومبي راداميل فالكاو، بعد توقيعه عقد الانضمام إلى صفوف «الفريق الأحمر»، لتحطم انتقالات الفرق الإنكليزية الرقم القياسي السابق الذي سجل الموسم الماضي، وقدره 630 مليون جنيه، بفضل انفجار قنبلة في أرض مانشستر. أما أبرز الأندية التي تحركت في أرجاء «الميركاتو»، فهي تشلسي الذي اعتاد أن يكون حاضراً بقوة بجلبه اللاعبين من دون تريث، وفي هذا العام نجح في كسب خدمات الإسبانيين دييغو كوستا وسيسك فابريغاس، والبرازيلي فيليبي لويس، في حين عوض ليفربول خروج لويس سواريز باستقطاب الإيطالي ماريو بالوتيلي، وذلك بعد أن تسوق كثيراً من مواطنه ساوثهامبتون، كما أن أرسنال استطاع الحصول على توقيع التشيلي اليكسيس سانشيز، والفرنسي ديبوتشي، وأيضاً الإنكليزي تشامبيرز، وأخيراً داني ويلباك، في الوقت الذي بدا فيه مانشستر سيتي مستقراً على غير العادة.