وظفت أسر مُنتجة، وسائل التواصل الاجتماعي، لتسويق منتجاتها، في ظل غياب المعارض و «البازارات» النسائية. واستعانت الأسر، بشباب من كلا الجنسين، لتسويق المنتجات بطريقة «إلكترونية احترافية، وبتصاميم فريدة»، للتغلب على معضلة عدم معرفة معظم أفراد هذه الأسر بوسائل التقنية الحديثة. ما كاد أن يؤدي إلى إغلاق مشاريع عدد منهم. وأوضحت بعض الأسر المنتجة، ل «الحياة»، أن «البيع الإلكتروني قبل العيد حقق أرباحاً تعادل عاماً كاملاً، بعد أن فشلت الجمعيات الخيرية في تسويق منتجاتنا في المهرجانات السياحية التي تقام على فترات متباعدة خلال العام، ما يَحُول دون تحقيق الهدف الذي نسعى إليه، وهو بيع المنتجات، ووصولها إلى مستهلكين منوعين، واستقطاب أكبر شريحة من المتسوقين». وأشارت سجى فاضل، التي تنتمي إلى إحدى «الأسر المنتجة»، إلى الإمكانات التي بذلتها أسرتها، من أجل تسويق المنتجات، التي «قد تتلف سريعاً، ولا يمكن الاحتفاظ بها لفترة طويلة». وقالت: «على رغم أنني لا أعلم شيئاً عن وسائل التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك» و»توتير»، إلا إنني بحثت عن أشخاص متخصصين في ذلك، لتسويق المنتجات بطرق جديدة، ما أشعرني أنني من «رواد الأعمال»، وليست من «الأسر المنتجة»، بسبب الأرباح التي حققناها خلال شهرين فقط، حتى أننا تواصلنا مع زبائن خارج السعودية، من دول الخليج العربي. وأرسلنا لهم منتجاتنا بوسائل آمنة، سواء التحف التراثية، أو الأعمال اليدوية، والأكلات الشعبية أيضاً». وتتحدث أم فيصل (59 سنة) التي أمضت حياتها في بيع الخوص، وخياطة الملابس، وغيرها، عن آلية البيع والشراء لمنتجاتها الشعبية، لافتة إلى أنها تفاجأت برؤية كل ما تحيكه يداها، موجوداً على صفحات «فيسبوك» و«تويتر»، وتبتسم قائلة: «لا أعرف كيف، فأنا أعمل، وبناتي يتولين البيع من خلال الإنترنت، الذي لا أعرف عنه شيئاً»، مردفة «جنينا أرباحاً فاقت المعدل الطبيعي، فقبل العيد من كل عام، تكون حركة الشراء مقتصرة على المعارف والمقربين فقط. وتحاول الجمعيات مساعدتي أحياناً، بعرض منتجاتي، في أوقات محددة». وذكرت أم فيصل، أن الأرباح التي حققتها «تجاوزت توقعاتي، مقارنة بالأعوام السابقة، فتضاعفت نحو ثلاث مرات، ما حقق نجاحاً فعلياً للمنتجات اليدوية. وهذا يتطلب زبائن يصعب أحياناً الوصول إليهم»، مشيرة إلى أن التواصل الإلكتروني أصبح «وسيلة أكثر جدوى من البيع المباشر، وسترفع مستوى دخل الأسر المنتجة، ذات الدخل المحدود، إلى مستوى يجعلها أكثر ثراءً في المستقبل القريب». وتتسلم دفة الحديث المشرفة على أوضاع الأسر المنتجة في إحدى الجمعيات الخيرية فوزية البنعلي، التي تقول: «إن أوضاع الأسر شهدت في الأعوام الأخيرة، تحسناً ملحوظاً. ولم تعد كما كانت في السابق؛ تعتمد على طرق تقليدية في البيع»، لافتة إلى أنه «لا توجد مراكز تجارية أو مؤسسات، متخصصة في بيع منتجاتنا، فعملت على تطوير نفسها. ولكنها وصلت إلى طبقات المجتمع باختلافها، وإلى مناطق عدة في المملكة، وهذا لا يعني تغيب دور الجمعيات، لأن الجمعيات فتحت الطريق أمامها من خلال المعارض والتسويق، والتدريب وغيرها إلى أن توصلنا إلى نتائج إيجابية، تعكس مدى الفائدة الفعلية للمنتجات والأشغال اليدوية».