يرسم فريق علمي دولي خريطة للشيفرة الوراثية التي تجعل حبة الشعير على ما هي عليه، ما قد يؤدي إلى تمكين الباحثين الزراعيين من تحقيق إنتاج محاصيل من الشعير بكميات أكبر وزيادة قيمته الغذائية ومنحه قدرة أفضل على مقاومة الآفات والأمراض. ونشر علماء من وزارة الزراعة الأميركية ومن 19 منظمةَ بحوثٍ في العالم، بحوثهم في مجلة «نايتشر» في 17 من الشهر الجاري أي في اليوم التالي ليوم الغذاء العالمي، وهو الحدث السنوي الذي يسلط الأضواء على ضرورة تطوير محاصيل وتكنولوجيات أفضل لتلبية الاحتياجات الغذائية للأعداد المتزايدة من السكان. وأشارت العالمة الرئيسة لدى وزارة الزراعة الأميركية وكيلة الوزارة لشؤون البحوث والتعليم والاقتصاد كاثرين ووتيكي إلى أن «هذه الخطوة المهمة نحو تحديد التسلسل الكامل للشيفرة الوراثية للشعير تفيد في شكل كبير الأمن الغذائي العالمي، وعبر استخدام أدوات علم الوراثة وعلم الجينوم (وهو فرع من التكنولوجيا الحيوية يستخدم تقنيات علم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية في رسم الخريطة الوراثية)، نحافظ على استفادة المزارعين وعلى أمن إمدادات الأغذية ووفرتها». تقدم كبير وحققت العلوم الزراعية تقدماً كبيراً خلال السنوات الماضية من خلال استخدام علم الجينوم لرسم الخريطة الوراثية للمحاصيل الغذائية مثل الطماطم والذرة، ولكن الشعير شكل تحدياً أكبر منذ البداية إذ إن مجموع عوامله الوراثية أكبر بكثير من مجموع العوامل الوراثية للإنسان، ولذلك شكّل الكشف عن تسلسل وبنية العوامل الوراثية ال32 ألف لهذه النبتة إنجازاً هائلاً. وطوّر التجمع الدولي استراتيجيات مبتكرة لتنفيذ هذه المهمة وقدم مجموعة عوامل وراثية مجمعة تضع غالبية العوامل الوراثية للشعير بالتسلسل الصحيح، وأصبح بإمكان العلماء استخدام تلك الإرشادات للعثور على مسارات وراثية تجعل غلة محاصيل الشعير أكثر وفرة، كما تقوي الدفاعات الطبيعية لهذه النبتة ضد الأمراض. وأكد بيان صحافي أصدرته وزارة الزراعة الأميركية أن خريطة مجموعة العوامل الوراثية للشعير ودراسة العوامل الوراثية لمحاصيل غذائية أخرى تشكل أصولاً قيمة للعلماء من أجل تلبية احتياجات المستقبل، في حين لفتت ووتيكي إلى أن «الوزارة تدعم بحوثاً مبتكرة متعلقة بمجموعة العوامل الوراثية تساعدنا على التصدي للتحديات التي نواجهها في إنتاج الغذاء والوقود والزراعة».