قندهار، كابول، واشنطن - ا ف ب، ا ب - اعلنت الشرطة الافغانية ان انتحارياً فجر نفسه قرب سيارة تابعة لأجهزة الاستخبارات الافغانية في ولاية زابل جنوب البلاد، ما أدّى الى مقتل اربعة مدنيين وعميل في الاستخبارات وإصابة 19 شخصاً بجروح بينهم 16 مدنياً. وقال غلام جيلاني خان معاون رئيس الشرطة المحلية ان الهجوم وقع في سوق مكتظة في شاه جوي على الطريق التي تربط كابول بقندهار (جنوب). واضاف ان الانتحاري فجر الحزام الناسف الذي كان يحمله بعد ان القى بنفسه على سيارة تابعة لإدارة الأمن الوطني (اجهزة الاستخبارات الافغانية). وقال المصدر نفسه ان اربعة مدنيين وعنصراً في اجهزة الاستخبارات قتلوا واصيب 16 مدنياً وعميلان في اجهزة الاستخبارات وشرطي بجروح في الانفجار. ولم تتبن اي جهة مسؤولية الهجوم الذي نفذ قبل اقل من ثلاثة اسابيع من الانتخابات الرئاسية في 20 الشهر الجاري. وزابل من الولايات المضطربة في جنوبافغانستان، وهي معقل ل «طالبان» حيث تدور مواجهات يومية بين المتمردين وقوات الأمن الافغانية والأجنبية المنتشرة في اطار عمليات لضمان الأمن. ومنذ عامين بات المتمردون يلجأون اكثر واكثر الى العمليات الانتحارية في حين لم تكن معهودة في الحروب في افغانستان ولم تمارس خصوصاً خلال حرب المقاومة ضد السوفيات (1979-1989). وقبل اقل من ثلاثة اسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية ومجالس الولايات في 20 آب(اغسطس)، بلغت اعمال العنف مستويات قياسية في افغانستان منذ بدء التدخل العسكري الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة الذي طرد «طالبان» من الحكم في كابول أواخر عام 2001. وتثير موجة العنف هذه المخاوف من ان يستهدف المتمردون العملية الانتخابية ويثنوا الناخبين عن التوجه الى صناديق الاقتراع مما قد يؤثر على صدقية الانتخابات. ودعت «طالبان» السكان الى مقاطعة الانتخابات وحمل السلاح ضد «الغزاة» الأجانب. وفي تطور مهم، سقطت تسعة صواريخ امس، على كابول واسفرت عن جرح رجل وطفل، في سابقة منذ اشهر، مما يزيد حدة المخاوف قبيل الانتخابات. واعلن ناطق باسم «طالبان» تبني الحركة إطلاق الصواريخ قائلاً إنها كانت تستهدف قاعدة الجيش الأفغاني والمطار الدولي في العاصمة. وسقطت الصواريخ في مناطق مختلفة من المدينة، احدها بالقرب من السفارة الاميركية. واعلنت وزارة الداخلية ان «المعلومات الأولية تفيد بإطلاق ثمانية صواريخ في الصباح الباكر من دون ان تتسبب بوقوع اي ضحية». واعلن الناطق باسم الوزارة زمراي بشاري ان صاروخاً تاسعاً لم ينفجر وعثر عليه وفكك. ولم تتعرض العاصمة الأفغانية كابول لمثل هذه الهجمات منذ اشهر، فإطلاق الصواريخ الذي كان شائعاً في المدينة، خفت وتيرته في السنوات الاخيرة كما تدنى عدد الضحايا. وكان آخر صاروخ قد اطلق على كابول في 28 نيسان (ابريل) الماضي، حين انفجر صاروخ في قاعدة عسكرية في محيط كابول مؤدياً الى جرح ثلاثة جنود فرنسيين. اما الهجوم السابق لذلك فيعود الى 27 كانون الاول (ديسمبر)، حين قتلت ثلاث نساء من جراء صاروخ سقط بالقرب من مدرسة للشرطة غرب العاصمة. على صعيد آخر، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان وزير الدفاع روبرت غيتس عقد في بلجيكا الأحد لقاء سرياً مع قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال. وعقد الاجتماع في القاعدة الجوية الاميركية في شيفر فيما تدور تكهنات عن امكان قيام الجنرال ماكريستال بطلب تعزيزات اميركية إضافية لإرسالها الى افغانستان. ولم يعلن عن هذا الاجتماع مسبقاً في وقت توجه غيتس الى بلجيكا من دون ان يدعو الصحافيين لمرافقته كما يفعل عادة خلال زياراته. وكشفت وزارة الدفاع الاميركية ان غيتس التقى الجنرال ماكريستال مع عدد من الضباط الاميركيين البارزين لمدة خمس ساعات للاطلاع على عناصر تقرير يعده ماكريستال حول جهود الحرب في افغانستان ويفترض ان ينشر نهاية الشهر الجاري. وقال الناطق باسم البنتاغون جيف موريل ان غيتس «يريد فرصة للتحدث مع القادة وكبار المستشارين العسكريين حول كيفية إعداد التقرير وليتمكن من فهم الوضع بأوضح شكل ممكن». ورافق رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايك مولن غيتس الى قاعدة شيفر حيث التقى ماكريستال ونائبه الجنرال ديفيد روديريغيز والقائد الاعلى للقوات الحليفة الاميرال جيمس ستافريديس وقائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال ديفيد بترايوس والمسؤولة عن الشؤون السياسية في وزارة الدفاع ميشال فلورنوي. ويتزامن هذا اللقاء مع دعوة عدد من الخبراء المدنيين من الذين استشارهم ماكريستال في اطار الإعداد لتقريره، الى زيادة عدد القوات الاميركية في افغانستان، في اقتراح سيواجه تشكيكاً في الكونغرس على الأرجح.