لم يكن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بحاجة إلى الصاعقة التي هزت باريس أمس مع الإعلان عن صدور كتاب لصديقته السابقة فاليري تريرفايلير (49 عاماً) تكشف فيه تفاصيل علاقتهما الغرامية وظروف انفصالهما. ويعاني هولاند أصلاً من مشاكل سياسية جعلته أقل الرؤساء الفرنسيين شعبية. ونشرت مجلة «باري ماتش» التي تعمل فيها تريرفايلير أمس، مقتطفات من الكتاب وعنوانه «شكراً لهذه اللحظة» Merci pour ce moment (في 320 صفحة)، تروي فيه قصة غرامها بالرئيس التي استمرت تسع سنوات، وبدأت عندما كان هولاند لا يزال مرتبطاً مع الوزيرة سيغولين رويال، وهي أم أولاده الأربعة، غير أن القسم الأكثر إثارة في القصة هو ما حصل في غرفة النوم في قصر الإليزيه عندما عرفت تريرفايلير بالعلاقة بين هولاند والممثلة الفرنسية جولي غاييه (42 عاماً) التي زارها الرئيس ليلة رأس السنة متنكراً على دراجة نارية. «هذا صحيح إذن؟»، سألت تريرفايلير عشيقها على سريرهما عندما اكتشفت صوره وهو خارج من الشقة التي كان يلجأ اليها لخيانتها مع غاييه. شعرت أن «كل شيء ينهار»، وروت أنها منذ سنة كانت تتجاهل الإشاعة حول علاقته بالممثلة، ولم تتصور يوماً أن بإمكانه أن يخونها، لكنها انهارت عندما شاهدت الصور التي تصدرت الإعلام الفرنسي والعالمي في ذلك اليوم. و «حملت كيساً فيه حبوب منومة وقد لحقني فرنسوا محاولاً نزع الكيس، وهرولت إلى الغرفة، وأمسك بالكيس ومزقه ونشر الحبوب على السرير والأرض، وابتلعت ما تمكنت من ابتلاعه. أردت أن أنام وألا أعيش الساعات المقبلة. شعرت بالصاعقة التي ستصيبني ولم يكن لدي القوة لمواجهتها. أردت الهرب. وقد أغمي علي». وتتحدث تريرفايلير عن بداية علاقتها مع هولاند في عام 2005، عندما انفصلت عن زوجها ديني وبدأت قصة حب معه، وكيف كانت تتألم من غيرتها من سيغولين رويال، وكيف تغير هولاند عندما وصل إلى الحكم. وتقول إنه أصبح بارداً، وشعرت أنه كان يحتقر جذورها الاجتماعية الفقيرة، كون والدتها كانت تعمل على صندوق حسابات في أحد المتاجر وهولاند كان يخرج باستمرار إلى المطاعم والفنادق الفخمة. وتروي أنه في الرئاسة عزل نفسه وصار بعيداً من الناس. ولكنها كانت تصدم عندما ترى مستشاريه يدخلون إلى جناحه الخاص، حتى أنه ترك احد مستشاريه يتبعه إلى الحمام واضطرت فاليري إلى طرده. وقالت إنه أصبح بعيداً منها بعد وصوله إلى القصر الرئاسي، وكانت تشعر بأنها غير شرعية. وعندما اكتشفت خيانته أخذ يقول لها إنها كانت منذ شهر فقط، ثم اعترف بعدها بستة أشهر، ثم بتسعة، ثم بسنة... ولكن بعدما غادرت بدأ يبعث لها رسائل نصية على جوالها وصلت أحياناً إلى 29 رسالة في اليوم، يتوسل إليها فيها أن تعود ويقول لها إنه يحبها ويطلب منها يومياً أن تتناول العشاء معه وأنه يريد مقابلتها مهما كان الأمر. وتروي كيف أنها كانت تجلس معه في أحد المطاعم قبل أن يصبح رئيساً، عندما دخلت سيغولين رويال فجأة لتجلس معهما على الطاولة نفسها وتقول لهما: «لقد كشفت أمركما، آمل أنني لا أزعجكما»، ولم يقل فرنسوا شيئاً لكن فاليري أجابتها بالقول: «كنا نتحدث عن سباق الدراجات»، وردت سيغولين: «توقفوا عن خداعي». ويتوقع المعلقون الفرنسيون أن يؤثر الكتاب سلباً في صورة هولاند المتدهورة أصلاً، على رغم أنه لا يحتوي على أي أسرار رسمية. مع أن بعض الوزراء سارعوا إلى الدفاع عن رئيسهم، وقال وزير الزراعة ستيفان لوفول، وهو صديق لهولاند، إن فرنسا لديها قضايا أهم من الحياة الشخصية للرئيس، بينما رفض مكتب هولاند في الإليزيه التعليق، أما فاليري فقالت إنها لا تريد إعطاء مقابلات صحافية ولا القيام بحملة إعلامية لتسويق الكتاب، لكنها أرادت إظهار ألمها لأنها عاشت في عزلة خلال سنة ونصف السنة في الإليزيه.