بدأ في الجزائر أمس اجتماع لقادة جيوش الدول العربية المشاركة في تشكيل اللواء العسكري الأفريقي، بهدف البحث في قدرات القوة العسكرية التابعة للواء تمهيداً لبدء نشرها مطلع العام المقبل. وتستضيف الجزائر القاعدة الإدارية للقوة التي تشارك فيها بكتيبتين من الجيش وأخرى من الشرطة العسكرية، في حين تحتضن مصر قيادة اللواء، وتتمركز في ليبيا قاعدة التخطيط. ويشارك في الاجتماع الرابع لقادة جيوش الدول العربية الجزائر وليبيا ومصر وموريتانيا وتونس و«الجمهورية العربية الصحراوية»، التي تعترف بها الجزائر، وسيستمر حتى الخميس المقبل، ويناقش مسألة الانتشار السريع لهذه القوة مع مناقشة المسائل التنظيمية الخاصة بها، كالموقع واختيار الراية والشعار، وخطة التدريب الإقليمية، واللائحة التنظيمية، والموازنة التقديرية، والمكون الشرطي المعدل، إضافة إلى الإطار العملي المقترح لتشكيل لواء الإقليم وقواته ووسائل دعمه. وقال رئيس القوات البرية الجزائرية العميد بن جميل قدور الذي ترأس الاجتماع ممثلاً رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، إن اللقاء يرمي إلى «استكمال النتائج التي تمخض عنها اجتماع الخبراء الذي عقد أخيراً في طرابلس، في جوانبه المتعلقة بقدرة الانتشار السريع والتكوين ومراكز الامتياز والبريد الالكتروني». وتتكون هذه القوة الجاهزة من أمانة تنفيذية وآلية للتخطيط وصندوق للتمويل، يقع مقر كل منها في ليبيا، ولواء في مصر، وقاعدتين إداريتين في الجزائر ومصر. وقررت الجزائر المشاركة في اللواء بكتيبتين عسكريتين وكتيبة ثالثة من الشرطة العسكرية، في حين تشارك مصر بكتيبة واحدة. وتنتشر قوات اللواء في شمال أفريقيا ومهمتها الرئيسة زيادة إمكان ردع الصراعات الداخلية والحدودية، في مسعى من القارة لمنع تدويل قضاياها، كما حدث مع ملف دارفور. يُشار إلى أن لواء شمال أفريقيا هو واحد من خمسة ألوية تابعة لمجلس السلم والأمن الأفريقي، موزعة على مناطق القارة الخمس التي ستشكل القوة الأفريقية الجاهزة التي كانت تأسست بمقتضى المادة 13 من بروتوكول الاتحاد الأفريقي. وحسب اتفاق دول الاتحاد، فإن أولوية القوة الجاهزة هي المساعدة على بسط الأمن وتحقيق الاستقرار في القارة، ومن المقرر أن تتشكل من ألوية عسكرية تمثل الأقاليم الخمسة الرئيسة في أفريقيا، وأن تتشكل مبدئياً من 15 ألف جندي، وتديرها لجنة أركان حرب يرأسها وزراء دفاع الدول الأعضاء.