بعد توقف التصوير لأكثر من شهر، عاد الفنان فاروق الفيشاوي الى استوديوات مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر لتصوير دوره في المسلسل التلفزيوني الجديد «أهل الهوى» من إخراج عمر عبدالعزيز وتأليف محفوظ عبدالرحمن، وتشاركه البطولة إيمان البحر درويش ومادلين طبر. الفيشاوي الذي يجسد في هذا العمل شخصية بيرم التونسي يقول ل «الحياة»: «أفتخر بتقديم شخصية العميد الأول في الشعر العامي، فهو معلم أساتذة في الشعر العامي مثل صلاح جاهين وسيد حجاب وفؤاد حداد، وهم يعترفون بفضله». ويشير إلى أن بيرم من الشخصيات التي أثرت في الشخصية العربية، لافتاً الى ان الفترة الزمنية التي عاش فيها ثرية جداً وزاخرة بالأدباء والفنانين والقانونيين والسياسيين، ما جعل عصر التونسي من أهم عصور التنوير في مصر. وعن تحضيره للشخصية، يقول: «من حسن حظي أنني أحد عشاق بيرم التونسي ومريديه وقرأت كل أعماله مرات، وكثيراً ما أعود لأشعاره وأشعر بأنه ما زال يكتب عن أحوالنا في القرن الحادي والعشرين. فهناك قضايا وسلبيات في المجتمع باقية كما هي وكأنما كتب عنها بيرم هذا الصباح، وهذا يخلق حالاً من التواصل مع التونسي تجعله مرافقاً دائماً لي، وأعتقد بأن هذا مفيد كثيراً في أداء دوره». ويوضح الفيشاوي في سياق حديثه عن دراما السير الذاتية أن «شخصية بيرم لا غبار عليها، فهو شخص سوي من دون عيوب شخصية»، موضحاً ان «العيب عموماً في أعمال السيرة الذاتية هو في تعامل المؤلفين والمخرجين مع الجوانب الإيجابية فقط، وكأن الشخصية ملاك. أما في الغرب فعندما يتناولون شخصية أي فنان أو شخصية عامة يعرضونها كإنسان من لحم ودم بكل إيجابياته وسلبياته، ولا يخجلون من عرض تفاصيل لأنهم على دراية بأنهم يتعرضون لحياة إنسان ليس ملاكاً ولا شيطاناً، ولا بد من العرض المتوازن المنصف الذي يحاكي الواقع الذي عاش فيه الشخص الذي نتناول سيرته». ويشير الفيشاوي إلى أنه لو قُدِم مسلسل يتناول قصة حياته فإنه يتمنى أن يرصد الجوانب السلبية قبل الإيجابية. ويرى أن الدراما المصرية حققت نجاحات لأنها تضم كفاءات كبيرة والمطلوب منها أن تستمر في هذا المستوى وتستعرض موضوعات حياتية جديدة وجريئة تهم الجمهور المصري والعربي. كما أن إعطاء الفرصة للمواهب الشابة ضروري لأن الشباب هم الأكثر قدرة على محاكاة الواقع. وينفي الفيشاوي ما قيل عن خلافات بينه وبين الفنان محمد سعد في كواليس تصوير مسلسلهما «شمس الأنصاري» الذي عرض في رمضان الماضي، مؤكداً أن هذا الكلام لا أساس له وان علاقته طيبة بمحمد سعد لأنه إنسان متصالح مع نفسه ولا يركز على مثل هذه الإشاعات». ورداً على ما يُقال أنه يبالغ في الأجر الذي يتقاضاه عن أعماله، يقول الفيشاوي: «الجمهور لا يهمه أجر الفنان بمقدار ما يركز على قيمة الفن الذي يقدمه، علماً انني لا أحب الحديث في الأمور المادية لأنها تندرج تحت مسمى الأشياء الخاصة جداً. كما أن هناك أرقاماً مبالغاً فيها تتناولها وسائل الإعلام عن أجور الفنانين وهي من الأمور السلبية». ويوضح أن تركيزه على العمل في الدراما التلفزيونية ليست له أسباب خاصة، فهو يعتبر نفسه ممثلاً يمكن أن يقدم كل الأدوار والشخصيات التي تعرض عليه، سواء في السينما أم في التلفزيون أم المسرح، ويتابع انه في الفترة الأخيرة ونتيجة انتشار المحطات الفضائية العربية، زادت أهمية التلفزيون كوسيلة انتشار ذات جدوى كبيرة بالنسبة الى الفن والدراما خصوصاً، فاتجه معظم صناع الدراما إلى هذه الوسيلة لتقديم أعمالهم. وعن كيفية اختيار أدواره الدرامية، يقول: «كثيراً ما تعرض عليّ أدوار من شركات الإنتاج، فأقرأ كثيراً منها وأعتذر عما أراه غير مناسب لي أو سبق لي وقدمت ما يشبهه. لكنني أحرص على استقراء ما سيقدمه هذا الدور أو ذاك من جديد سواء بالنسبة الى العمل الدرامي ككل أو بالنسبة الى الجمهور. وأسعى دائماً الى الجديد وما يتناسب مع شخصيتي وعمري وشكلي، وأتعامل مع مهنتي كفنان بحساسية شديدة وأقدم العمل المختلف والقصة غير المتداولة، أو التي تحمل وجهة نظر أريد التعبير عنها وأطرح من خلالها تساؤلات وأبحث في الإجابات. ويجب أن يكون مؤلف العمل على مستوى فني قادر على خلق خطوط درامية حقيقية وبناء مشاهد واقعية، إضافة إلى الانسجام الفكري واقتناعي بالفكرة التي يطرحها، وهل سيتمكن من ترجمتها بطريقة صحيحة ويوفر عليّ جهداً كبيراً. والمهم أن يترك لي مساحة في اللعب على الشخصية بطريقتي. أما المخرج فيهمني الانسجام معه وأن يكون صاحب رؤية ووجهة نظر».