المحافظون الجدد الذين دمروا العراق وقتلوا مليون عربي ومسلم (ودمروا اقتصاد أميركا وسمعتها حول العالم) يشكلون غالبية مستشاري ميت رومني، المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، خصوصاً في الشؤون الخارجية. وكنت بدأت أجمع معلومات عن عودة العصابة بعد أن قرأت قبل أشهر أن اسم جون بولتون، وهو أحد أحقرهم وأكثرهم تطرفاً، طرح وزيراً للخارجية إذا فاز رومني بالرئاسة. طويت الموضوع في حينه، ثم عدت إليه هذا الشهر مع ذكرى إرهاب 11/9/2001، وطويته من جديد رغم تراكم المعلومات، واليوم يشجعني على إثارته مقال للكاتبة الأميركية مورين داود في «نيويورك تايمز» قبل يومين عنوانه «المحافظون الجدد يتسللون عائدين» تحدثت فيه تحديداً عن دان سينور الذي كلفه رومني أن يساعد المرشح الجمهوري نائباً للرئيس بول ريان عندما يتحدث عن الشؤون الخارجية. سينور ليكودي الهوى متطرف يقدم مصالح إسرائيل على كل مصلحة أخرى، ورومني محدود التجربة في العلاقات الدولية، وريان أكثر جهلاً منه. والآن المحافظون الجدد يخططون لسياسة خارجية تقوم على مبدأ واحد هو التحالف مع إسرائيل ضد الفلسطينيين، والعرب والمسلمين، وضد البرنامج النووي الإيراني، بل ضد الصين وروسيا. هل يذكر القارئ أن المحافظين الجدد بعثوا برسالة إلى الرئيس بيل كلينتون وبرسالة أخرى إلى جورج بوش الابن تحثّ كل منهما على خوض حرب ضد العراق وهذا قبل إرهاب 11/9/2001. وجاء الإرهاب فزوَّرت عصابة إسرائيل الأدلة عمداً بمساعدة خونة عراقيين، ولا يزال القتل في العرب والمسلمين مستمراً. هناك مؤسستان أميركيتان مستقلتان تعنيان بالإعلام هما مركز النزاهة العامة وصندوق استقلال الصحافة وهما قدَّرتا أن إدارة بوش كذبت 935 كذبة بين الإرهاب في نيويورك وواشنطن وغزو العراق. ورافق الكذب تخويف الناس ففي 8/9/2002 زعمت كونداليزا رايس في مقابلة مع وولف بليتزر (وخلفيته العمل في لوبي إسرائيل) على شبكة «سي أن أن» أن في العراق أنابيب ألومنيوم تُستخدم في البرنامج النووي العراقي وتُسمى أنابيب الطرد المركزي. وأضافت أن الإدارة لا تعرف متى يُنتج صدّام حسين سلاحاً نووياً، ولكن الإدارة لا تريد أن «نرى غمامة من الفطر» أي غمامة انفجار نووي. وكرر هذه الكذبة تحديداً الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني ووزير الخارجية كولن باول في خطابه أمام مجلس الأمن الدولي في 5/2/2003. اليوم هناك معلومات إضافية عن خبر حاولت إدارة بوش كتمه أو التقليل من أهميته، ففي 6/8/2001 قدَّمت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) تقريراً إلى الرئيس بوش في تكساس جاء فيه حرفياً أن أسامه بن لادن يخطط لإرهاب داخل الولاياتالمتحدة، وهذا معروف، ومصدر المعلومات الإضافية كيرت ايشنفالد الذي عمل في السابق مراسلاً ل «نيويورك تايمز» ويكتب الآن في مجلة «فانتي فير»، فهو كتب أخيراً مقالاً عنوانه «الصمم قبل العاصفة» أكد فيه أنه حصل على معلومات رسمية غير منشورة بعد تُظهر أن «سي آي أي» حذرت بوش الابن مرات عدة قبل جلسة 6/8/2001 عن عزم بن لادن على القيام بإرهاب داخل الولاياتالمتحدة، إلا أن الإدارة تجاهلت التحذير. وهكذا فعصابة إسرائيل التي كانت مستعدة للتضحية بأرواح ألوف الأميركيين لتجد عذراً للهجوم على العراق، عادت الآن لتلتف حول رومني، وهي متعاهدة متضامنة متكافلة مع مجرم الحرب بنيامين نتانياهو في حرب على إيران لمنعها من إنتاج قنبلة نووية. إسرائيل دولة نازية جديدة محتلة تملك ترسانة نووية، وتريد من العالم، وتحديداً الولاياتالمتحدة، خوض حرب نيابة عنها، أو إلى جانبها، على إيران التي لا تملك اليوم أي قنابل نووية، أي أنها تريد حرباً على نوايا إيران، وهذا إن وجِدت. نتانياهو سيزور الولاياتالمتحدة في الأسبوع الأخير من هذا الشهر للتحريض على إيران ولإحراج باراك أوباما الذي رفض استقباله خلال الزيارة، ولمساعدة صديقه وحليفه رومني الذي تراجعت حظوظه كثيراً في الأيام الأخيرة بسبب أخطائه المتكررة خصوصاً بعد ثورة الشارع الإسلامي رداً على الفيلم البذيء عن رسول الله. يقولون بالإنكليزية عن الذي يتكلم ويخطئ أنه يضع قدمه في فمه، ورومني لا يتكلم إلا ويُخرج قدماً من فمه ويضع الأخرى. والآن الدجّال المحترف نتانياهو يحاول أن يعلمه أصول الكذب على الناس لعلهم ينسون فيديو وُزع أخيراً يظهر فيه رومني وهو يقول إن الفقراء الأميركيين والعاطلين من العمل 47 في المئة من الشعب، ويزيد أنه غير مسؤول عنهم. [email protected]