اعتبرت طهران أمس، أن امتلاكها التكنولوجيا النووية يمنحها «قدرة ردع»، وحضت روسيا على تعزيز «دورها الفاعل» في المفاوضات مع الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، فيما أعلنت موسكو أن الجانبين سيعمّقان «شراكتهما الاقتصادية». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها فرضت عقوبات على أكثر من 25 فرداً وشركة، بما في ذلك مصارف وشركات طيران وشحن بحري، اتهمتهم بمساعدة طهران في برنامجيها النووي والصاروخي، ودعم الإرهاب والالتفاف على العقوبات الدولية. وقال ديفيد كوهين، مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: «في وقت نفي بالتزامنا تخفيف عقوبات محددة، نبقى ملتزمين تطبيق العقوبات المفروضة على إيران». واعتبر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، أن امتلاك بلاده التكنولوجيا النووية يمنحها «قدرة ردع»، منبهاً إلى أن الأمر «يشكّل أيضاً رمزاً لدولة مستقلة وحيوية». وأضاف: «لم نعد عبيداً لقوى الاستكبار، وإيران تتصرّف وفقاً لسياساتها... بما أن العلماء الإيرانيين اكتسبوا التكنولوجيا اللازمة في العلوم النووية، لا خيار لدى العدو سوى التعاون مع إيران». في موسكو، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن «أمله ب(نيل) مساعدة الأصدقاء الروس في تسوية الملف النووي الإيراني». وأضاف في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف: «العقوبات (الغربية) مخالفة للقانون الدولي وهي وسائل غير قانونية لتحقيق أهداف، (لكنها) لا تتيح تحقيق الأهداف المحددة، كما تعاني منها الشعوب». وذكّر بأن طهران «كانت تملك لدى فرض العقوبات 200 جهاز للطرد المركزي، وباتت تملك الآن 20 ألفاً». وتطرّق إلى المحادثات بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) والتي تنتهي مهلتها في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل قائلاً: «في الفترة الوجيزة المتبقية، نأمل بأن نتوصل إلى نتيجة إيجابية». ولفت ظريف إلى أن «الملف النووي بلغ مرحلة حساسة، ونتوقع من موسكو أن تعزّز دورها الفاعل والإيجابي في المحادثات، وأن تقدّم مساعدة جدية بما يساهم في إبرام اتفاق» نهائي. وتابع: «روسيا باعتبارها الدولة الأكثر تعاوناً مع إيران في المجال النووي، ستربطها علاقات نووية نشطة معها مستقبلاً». وأشار إلى «علاقات تاريخية ومصالح مشتركة» تربط البلدين، مضيفاً أنهما «يواجهان تهديداً مشتركاً يتمثّل في التطرف». وزاد: «نترقب مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية، ما يتطلب مزيداً من التشاور والتعاون بين الجانبين». وذكر أن الرئيسين الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين «رسما خريطة طريق بعيدة الأمد، سنتابع تنفيذها بما يخدم مصلحة الشعبين والسلام العالمي». أما لافروف فأعلن أن موسكو «تدعم تسوية الملف النووي على أساس احترام حق طهران في نشاط نووي سلمي»، مضيفاً أن بلاده «تؤيد حق إيران في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مشدداً على الرغبة في «تسوية عادلة للملف تخدم مصالح الجميع»، ومشيراً إلى «محاولات أطراف نيل مكاسب أحادية». وذكر لافروف أن إيرانوروسيا ستعززان «الشراكة الاقتصادية في كل المجالات، وبينها الطاقة، وسنستعيد بعد فترة وجيزة المستوى الذي كان عليه التعاون الاقتصادي بين بلدينا قبل العقوبات، (على طهران) ولكن أيضاً لتجاوزه في شكل كبير». وتزامنت زيارة ظريف لموسكو مع نشر وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء صوراً لمنظومة صاروخية من طراز «باور 373» اعتبرت أنها ستحلّ مكان منظومة الدفاع الصاروخي الروسية من طراز «أس-300» التي تراجعت موسكو عن صفقة لبيعها إلى طهران، بعد ضغوط أميركية وإسرائيلية.