أعلن رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف لوكالة «فرانس برس» أمس السبت أن عناصر أجانب متورطون في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. وقال المقريف: «هناك عناصر غير ليبيين موجودون على الأراضي الليبية ويخططون لتنفيذ أجندات خاصة بهم على أراضينا»، مشيراً إلى أن هذه المعلومات مستقاة من تقارير للاستخبارات الليبية. واستبعد «صوملة أو أفغنة ليبيا»، مؤكداً أن الشعب الليبي «يرفض كل الرفض أن ينجر أو أن ينزلق لمثل هذا المنزلق». وقال مسؤول أمني أمس إن السلطات الليبية حددت هوية 50 شخصاً تورطوا في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي حيث قُتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين. وقتل السفير ورفاقه عندما هاجم مسلحون القنصلية ومنزلاً آمناً في المدينة التي تقع في شرق البلاد مساء الثلثاء الماضي. وكان المهاجمون ضمن حشد يلوم الولاياتالمتحدة بسبب فيلم مسيء للنبي محمد. وقال مسؤولون ليبيون إنه حتى الآن ألقي القبض على أربعة أشخاص ويجرى استجوابهم. وقال الناطق باسم اللجنة الأمنية العليا في ليبيا عبدالمنعم الحر إنهم يعلمون أن 50 شخصاً شاركوا في الهجوم وأن لديهم أسماء ويعرفون من هم لكن ربما كان هناك آخرون. وأضاف أنه تم إلقاء القبض على أربعة وربما هرب آخرون من طريق مطار بنغازي يحتمل إلى مصر لكن هذا لم يتأكد. وقال إنهم أعطوا أسماءهم لكل النقاط الحدودية الليبية. وقال ناطق باسم الرئيس باراك أوباما الجمعة إن المسؤولين ليس لديهم أدلة على أن الهجوم تم الإعداد له مسبقاً وهو زعم زاد من اللبس في شأن الحادث. وفور وقوع الهجوم نقلت وسائل إعلام على نطاق واسع عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم نشر أسمائهم قولهم إنهم يعتقدون أن الهجوم خطط له جيداً وإنه كان منظماً. في غضون ذلك (أ ف ب)، ذكر مركز أميركي مختص في مراقبة المواقع الإلكترونية الإسلامية السبت أن «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» أعلن أن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي هو «انتقام» لمقتل أبو يحيى الليبي، الرجل الثاني في قيادة التنظيم الأصولي. ونقل مركز «سايت» عن بيان للتنظيم أن «وفاة الشيخ أبو يحيى الليبي أثارت الحماسة والعزم في نفوس أبناء عمر المختار للانتقام ممن سخروا من نبينا». ولم يتبنَّ التنظيم في شكل مباشر الهجوم الذي تزامن مع ذكرى 11 أيلول (سبتمبر). لكنه اعتبر أن «انتفاضة شعبنا في ليبيا ومصر واليمن ضد أميركا وسفاراتها مؤشر يؤكد للولايات المتحدة أن حربها ليست موجهة ضد مجموعات وتنظيمات (...) إنما ضد أمة الإسلام التي تنتفض بوجه الظلم والضعف». وكان زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري أكد عشية هجوم بنغازي مقتل الرجل الثاني في التنظيم أبو يحيى الليبي الذي كانت واشنطن أعلنت مقتله في باكستان في حزيران (يونيو) الماضي.