عندما قرر النجم الإسباني سانتي كازورلا الرحيل عن ناديه المضطرب ملقة، فإن قلة من المتابعين توقعت أن تكون وجهته المقبلة أرسنال الإنكليزي، خصوصاً أنه أعلن أن هدف مجيئه إلى لندن هو «الفوز بالألقاب»! عندما دفع آرسين فينغر 16.5 مليون جنيه لضمّ كازورلا من ملقة، فإنه أدرك أنه حصل على موهبة رائعة ستحل أزمة مركز صانع الألعاب في فريقه، وستنسي جماهيره المتعطشة للألقاب رحيل هداف الفريق روبن فان بيرسي (انتقل إلى مانشستر يونايتد) وصمام أمانه أليكس سونغ (انتقل إلى برشلونة)، لكن لكازورلا الذي أبرم عقداً مدة أربعة أعوام، وبقيمة 70 ألف جنيه أسبوعياً، فان اللعب لفريق لم يحرز أي لقب في السنوات الأخيرة هي بمثابة تحد يأمل بأن يكسبه في النهاية بتحقيقه لقباً طال انتظاره، وقال النجم الإسباني: «لم أقوَ على تفويت فرصة ذهبية مثل هذه... أنا في ال27 من العمر، ولذلك التحقت بالقطار الأخير في مسيرتي... إنها خطوة هائلة في مسيرتي، وأنا واثق من قدرتي على تحقيق الألقاب مع الفريق». وكانت بداية كازورلا رائعة مع أرسنال، إذ سجل هدفاً في مباراته الأخيرة ضد ليفربول، وأسهم في فوزه 2-0، وبدا وكأنه يستمتع في كل لحظة مع الفريق، خصوصاً أن المدرب الفرنسي أعطاه حرية الحركة في الملعب، وقال كازورلا: «أنا سعيد أنني أخيراً حققت رغبتي في اللعب بالبريميرليغ مع ناد كبير». وكان كازورلا الصفقة الكبيرة الثالثة لأرسنال هذا الموسم، بعدما ضمّ الفريق النجم الألماني لوكاس بودولسكي وهداف الدوري الفرنسي أوليفييه جيرو، وهو ما اعتبره النجم الإسباني خطوة كبيرة نحو تأكيد المنافسة على الألقاب، وقال كازورلا: «أعلم أن أرسنال اكتسب في السنوات الأخيرة سمعة النادي الذي يرحل عنه نجومه، لكن في الواقع هنا في الفريق الحالي مجموعة هائلة من المواهب مثل والكوت وتشامبرلين وجيرفينيو وأرتيتا وأبو ديابي وفيرمالين، وهذه المجموعة قادرة في رأيي على المنافسة على اللقب. بدايتنا كانت مخيبة بتعادلين سلبيين مع سندرلاند وستوك، لكن بعدها فزنا على ليفربول في أنفيلد، وهذا يؤكد قدرتنا على تحقيق الانتصارات الكبيرة والمنافسة على الألقاب». وكان كازورلا ضمن المنتخب الإسباني الفائز في كأس العالم 2010 وأيضاً ضمن المجموعة التي أحرزت كأس الأمم الأوروبية الصيف الماضي، على رغم وجود كوكبة من نجوم خط الوسط التي تعتبر الأفضل في العالم، والتي تشمل أنييستا وتشافي وديفيد سيلفا وتشابي ألونسو وخوان ماتا وسيسك فابريغاس.