للوهلة الأولى يبهجك في إعلان أمانة مدينة الرياض على صفحتين كاملتين في «الحياة» وصحف أخرى أنه بمناسبة عودة سلطان الخير، ولي العهد الأمين إلى الوطن، ثم تقرأ التفاصيل لتجد منظومة حب تنطلق من العاصمة بقيادة أميرها «العملي» المحبوب، وتحتضن في انطلاقتها أفكاراً تنفع الناس، ورجالاً وجّهوا، وآخرون خطّطوا ويسّروا التنفيذ، ومجموعة من وجوه المجتمع ورجاله المخلصين بادروا بالتبرع لتنفيذ فكرة الوفاء على أرض العطاء. مستشفى، ومراكز إسعافية، وكلية متخصصة جميعها تدور في فلك الصحة، وتتخصص في إسعاف المرضى والمصابين، وتحمل اسماً طالما أسعف الناس، وطالما ساعد الناس على إسعاف أنفسهم، وطالما جاد على مسعفين ليسعفوا غيرهم. والله - وحده - يعلم ما بذلت تلك اليمين. بداية... فإن أي احتفاء بقامة سامقة هو تكريم للمحتفين قبل المحتفى به، لكن هذه المبادرة جمعت تحت ظل من تحمل اسمه سمات عدة، لعل أهمها التفكير النوعي الراقي في تنفيذ مشاريع تنموية، في مجال حيوي وحاجته دائمة لا تنقطع، وهي ليست المرة الأولى التي يقدم فيها أمير الرياض ورجاله للعاصمة وللوطن فعلاً تنموياً في إطار احتفائي يحقق أحلام الناس، ويهنأ به بال المحتفى به، الذي لا يرتاح إلا ببناء لبنة جديدة كل يوم، وتحقيق نفع عام. مستشفى جديد يعني رعاية أكثر، ومراكز إسعافية تعني مبادرة أسرع، وكلية متخصصة تعني تأهيلاً بشرياً لأبناء الوطن وبناته، والثلاثة مجتمعون، إضافة إلى نفعهم الصحي العام سيشغلون مئات الأيدي العاملة المواطنة، فتفتح مئات البيوت، كما ستفتح ملايين القلوب، مهللةً مرحبة بالعائد الغالي، وكما ستفتح آلاف الأيدي الممتنّة وترتفع إلى البارئ عز وجل بأن يجزي المتحفى به، والمحتفون خير الجزاء على إحسانهم التفكير، واتقانهم التنفيذ، وتقديم الأنموذج العملي الحي للفرح المعنْوَن للوطن، وهو يستقبل وطناً للخير يعرف الجميع كم ظلّلت خمائله ملايين المتعبين والمعدمين. مرحباً ولي العهد تراحيب المطر، ومرحباً مبادرة أهالي الرياض وعاشق الرياض، وبورك في جهود الإمارة والأمانة وهيئة الهلال الأحمر ووزارة الصحة. والشكر أيضاً للشركات ورجال الأعمال الباذلين للوطن، وأخص منهم المتبرعين الأكبر في القائمة شركة سابك، ناصر بن إبراهيم الرشيد، عبدالله بن سليمان الراجحي، وخالد بن إبراهيم آل ابراهيم، وبقية المتبرعين، فهم - والكل يعرف من هم - يشكّلون أنموذج عطاء في الاحتفاء برمز العطاء، ويصنعون القدوة الحسنة لغيرهم، ويؤكدون أن الشركات ورجال الأعمال يثمّنون الافكار التي تخدم المجتمع وتشارك المجتمع اهتماماته. الفكرة في بعض أجزائها غير مسبوقة، وكذا فرحتنا جميعاً بها وبسبب انبثاقها. [email protected]