صدر أخيراً تقرير مؤسسة KIM الألمانية التي تعنى بتأثير وسائل الاتصال على الأطفال (6– 13 سنة)، وأظهر أن الأصدقاء لا يزالون يشغلون المرتبة الأولى من اهتمام وفق الدراسة. ويحتل سماع الموسيقى المرتبة الثانية من الاهتمام، ثم الكمبيوتر، فالرياضة، أما المطالعة فتأتي في مراتب متأخرة. ويحتل الاهتمام بما يحدث في العالم المرتبة الأخيرة. وعموماً، تهم مثل هذه الدراسة أصحاب القرارات الاقتصادية ومصنعي الألعاب ومطوري مناهج التدريس، ويعتبرونها مرجعاً موثوقاً. وتظهر الفئة العمرية بين 2 و5 سنين نتائج مختلفة، حيث يشغل التلفاز 50 في المئة من وقتها، وال50 في المئة الأخرى ذهبت لصالح الكتب. في المقابل، يبدي الأطفال بين 2 و3 سنوات حاجة للكتب أكثر من أي شيء آخر، بمعنى حمله وتفحصه ومشاهدة الصور التي يحتويها، أو سماع قصة منه تقرأها الأم. وتشير الدراسة إلى أن التلفزيون يحتل المرتبة الأولى بالنسبة للأدوات والأجهزة المستخدمة في المنزل، ثم الهاتف الخليوي ثم الإنترنت، فالراديو والكمبيوتر. ويملأ الأطفال وقت فراغهم بعد إنجاز دروسهم وفروضهم بمشاهدة التلفاز ثم مقابلة الأصدقاء. ويلاحظ طفلان بين كل ثلاثة أطفال يلعبان داخل المنزل أو خارجه، والثالث يستخدم الهاتف الخليوي. كما تستمع 29 في المئة من عينة البحث للموسيقى يومياً. كما أظهرت الدراسة أهتمام الأطفال في هذه السن بمزاولة الرياضة دورياً. وبين كل ثلاثة أطفال ينشغل طفلان أسبوعياً بالشراء عبر الصفحات الإلكترونية. أما الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و13 سنة، فإنهم لمرة واحدة على الأقل يستخدمون الخليوي ويتصفّحون كتباً. وتعرض الدارسة، التي تصدر مرة كل سنتين، إلى تفاصيل مهمة، أبرزها أن التلفزيون لا يزال أكثر الوسائل المهيمنة على حياة الأطفال ما دون ال13 سنة، إذ إن 79 في المئة من هذه الفئة العمرية تشاهده يومياً، و36 في المئة يمتلكون جهازاً خاصاً في غرفهم. لكن الأكثر خطراً هو أن 66 في المئة من الأطفال يجدون مُثُلَهم العليا في شخصيات التلفاز، و21 في المئة يجدونها في أبطال الرياضة أو مشاهير الموسيقى، و4 في المئة فقط يجدون مُثلهم العليا في الكتب و7 في المئة يستمدون النماذج الذين يرغبون في أن يكونوها من الواقع. وتنجم عن مشاهدة التلفزيون مشاكل ل23 في المئة ممن شملتهم الدراسة، أبزرها زيادة الخوف. وتلعب الموسيقى دوراً مهماً في حياة الأطفال في هذه السن، إذ إن 80 في المئة منهم يستمعون إلى الموسيقى أسبوعياً. كما تكشف الدارسة أن الفتيات أكثر ميلاً للقراءة من الفتيان، وتتصدر كتب «هاري بوتر» قائمة الكتب الأكثر قراءة. من جهة أخرى، يلعب الكمبيوتر دوراً مهماً في حياة الأطفال، 95 في المئة من الأسر الألمانية تمتلك كمبيوتراً منزلياً واحداً على الأقل، و21 في المئة من الأطفال لديهم كمبيوتر خاص. ويذكر أن الكمبيوتر يلعب دوراً مهماً في الحياة المدرسية للأطفال، إذ لا يمكن الاستغناء عنه في حلّ الفروض المنزلية. كما يستخدم 44 في المئة من الأطفال وسائل التواصل الاجتماعي، ويضعون بياناتهم الشخصية على شبكة الإنترنت. ولا يزال ال «فايسبوك» يحتل الصدارة لجهة استخدامه كوسيلة اتصال اجتماعية. لكن الدراسة تشير إلى أن الفتيات أكثر تغييراً لصورهن الشخصية من الصبية. إلى ذلك، كشفت الجمعية الاتحادية في ألمانيا لصناعة ألعاب الكمبيوتر أنها باعت نحو 73 مليون لعبة عام 2012، بمبلغ 1.8 بليون يورو. ووفق الدراسة فإن 66 في المئة من الأطفال يزاولون «ألعاب الديجيتال» مرة واحدة على الأقل أسبوعياً، و22 في المئة يومياً. وتتلقى غالبية الأطفال الكمبيوتر هدية من الأم بالدرجة الأولى، ثم الأب. ويأتي شراء الأطفال الكمبيوتر من أموالهم الخاصة في الدرجة الثالثة. أما الهاتف الخليوي، فتحصل غالبية الأطفال (14 في المئة بمبادرة من الأهل) عليه لأنه كان أمنيتهم (النسبة الأكبر من الفتيات)، بينما يبادر الأهل لشراء الخليوي لأطفالهم بين سن 6 و7 سنين. واحتل استخدام الكاميرا الخاصة بهذا الجهاز الدرجة الأولى بين تطبيقات الخليوي بالنسبة للأطفال، ثم ال «أم بي 3»، ثم ال «بلوتوث». كما يحتل إرسال الرسائل واستقبالها المرتبة الأولى بين وظائف الخليوي الأكثر استخداماً في شكل يومي، ثم الاتصال مع الأشخاص، ويأتي الاتصال مع الأهل في المرتبة الثالثة.