أعلنت سهى عرفات، أرملة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، أمس أن وفداً فرنسياً سيصل الى رام الله قريباً للتحقيق في وفاة الراحل يضم مندوبين عن الشرطة الدولية لأخذ عينات من رفاته وفحصها. تزامن ذلك مع توصية لجنة عربية باللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتشكيل لجنة مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق في قضية وفاة عرفات. ورغم ترحيب السلطة الفلسطينية بقدوم الوفد الفرنسي، إلا ان مسؤولين فلسطينيين أكدوا ل «الحياة» امتعاضهم من قيام فريق فرنسي بالتحقيق في قضية في صلب اختصاص الفلسطينيين. وقال مسؤول رفيع ل «الحياة» ان النتائج التي توصلت اليها لجنة التحقيق الفلسطينية تؤكد وفاة عرفات بالسم، وأي تحقيق آخر سيصل الى النتائج نفسها، معرباً عن عدم الارتياح الى احتمالات قيام الفريق الفرنسي باستجواب مسؤولين فلسطينيين. كما أبدى كثير من المسؤولين عدم ارتياحه الى الخطوات التي اتخذتها سهى عرفات من دون تشاور مع القيادة الفلسطينية. رسمياً، رحب رئيس لجنة التحقيق توفيق الطيراوي بقدوم الوفد الفرنسي، وقال: «اتصلت بي سهى عرفات أمس (الثلثاء)، وأبلغتني بالتطورات الجديدة، وكان ردي اننا سنتعاون مع الفريق لإظهار الحقيقة». وأضاف: «مستعدون للذهاب الى أبعد مدى من أجل التوصل الى الحقيقة وتقديم الفاعلين الى محاكمة دولية». في غضون ذلك، أوصت لجنة الأمانة العامة للجامعة العربية المكلفة إعداد ملف وثائقي عن ملابسات وفاة عرفات، بتكليف المجموعة العربية في الاممالمتحدة إضافة بند على جدول أعمال الجمعية العامة يتعلق بطلب تشكيل لجنة تحقيق مستقلة على مستوى الاممالمتحدة للتحقق من أسباب الوفاة، وإجراء الاتصالات الديبلوماسية اللازمة لضمان الحصول على أكبر قدر من التأييد لقرار في هذا الشأن. كما أوصت اللجنة في تقريرها المرفوع الى مجلس وزراء الخارجية العرب، بالتعاقد مع أحد مكاتب المحاماة الدولية وأحد مكاتب المحاماة الفرنسية، وإجراء الاتصالات اللازمة مع السيدة سهى عرفات في شأن تنسيق التحرك الخاص بالقضاء الفرنسي، وكذلك بحث إمكان اللجوء إلى القضاء الوطني للبدائل الأخرى. كما أوصت اللجنة بتكليف مكتب محاماة دولي درس بدائل التحرك في حال اعتبار هذه الجريمة جريمة حرب.