أعلن تنظيم « التوحيد والجهاد» في غرب إفريقيا، والذي ينشط في شمال مالي، انه اعدم الديبلوماسي الجزائري الطاهر تواتي الذي كان خطفه سابقا من قنصلية بلاده في غاو إحدى أكبر مدن شمال مالي، مشيرا الى ان إعدام نائب القنصل الجزائري حصل بعد نفاد مهلة للحكومة الجزائرية لدفع فدية مالية وإطلاق سراح مسلحين تعتقلهم أجهزة الأمن في الجزائر. وحمل التنظيم، في بيان وقعه «أبو الوليد الصحراوي» الناطق باسمه، الحكومة الجزائرية مسؤولية ذلك، معتبرا أن الجهة الجزائرية المفاوضة تراجعت في أخر لحظة عن إتمام الصفقة. وهذه هي المرة الثانية، التي يعدم فيها ديبلوماسيون جزائريون، على أيدي تنظيمات متحالفة مع «القاعدة» خارج الجزائر، بعد اعدام الديبلوماسيين في العراق علي بلعروسي وعز الدين بلقاضي العام 2005، بعدما خطفهما تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين»، رغم محاولات قادتها الجزائر مع دول حليفة في المنطقة. وحذر بيان «التوحيد والجهاد» الجزائريين من الاقتراب من المقرات الحكومية، مهددا بتنفيذ عمليات انتحارية كالتي شهدتها تمنراست وورقلة، من كبرى المدن في الجنوبالجزائري. و»الجهاد والتوحيد» تنظيم حديث النشأة، انشق عن «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وكان هدد، قبل أسبوع، بقتل القنصل الجزائري و ثلاثة من معاونيه الذين لايزالون محتجزين لديه منذ الخامس من نيسان (أبريل) الماضي، بعد وقوع غاو في أيدي مسلحي «الحركة الوطنية لتحرير الأزواد» وجماعات تنتمي إلى «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». ويبدو أن الحكومة الجزائرية تحفظت عن مطالب التنظيم والمتمثلة في دفع فدية بقيمة 15 مليون يورو وإطلاق ثلاثة من عناصر «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، اعتقلوا في غرادية (600 كلم جنوب العاصمة) الأسبوع الماضي، وبينهم رئيس اللجنة القضائية (الضابط الشرعي) لتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وكان التنظيم المسلح افرج عن ثلاثة ديبلوماسيين جزائريين من اصل سبعة خطفهو من قنصلية بلدهم في غاو. وتعقدت مفاوضا الافراج عن هؤلاء، بعد تبني التنظيم تفجيرا انتحاريا استهدف مركزا للدرك الجزائري في ورقلة (عاصمة الصحراء)، بسبب «هو وقوف الجزائر وراء دفع حركة تحرير أزواد في مالي لمحاربة الجهاد والتوحيد» في شمال مالي. و»الجهاد والتوحيد» الذي يسطير كليا على غاو، انشق حديثا عن «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». و سبق له ان نفذ خطف ثلاثة أوربيين من مخيمات لاجئين صحراويين في تندوف (1800 كلم جنوب غرب العاصمة)، وافرج عنهم قبل أسابيع مقابل فدية مالية كبيرة واطلاق معتقلين إسلاميين في نواكشوط. و تبنى التنظيم تفجيرا انتحاريا ضد مقر للدرك الجزائر في قلب تمنراست (2000 كلم جنوب العاصمة) في آذار (مارس) الماضي. ويتشكل التنظيم من مقاتلين موريتانيين ونيجيريين وماليين و بعض الأفارقة. ويعتقد ان منسق معارك التنظيم في غاو هو الموريتاني، حماده ولد محمد خيرو، المكنى «أبو القعقاع»، الذي فر قبل سنوات من السجن المركزي في موريتانيا بعد اتهامه بالانتماء الى «لقاعدة».