أعلنت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، انها تمكنت من السيطرة على طائرة استطلاع (تجسس) من دون طيار (زنانة)، في وقت استمر تفاقم الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين امس لليوم ال49 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في المجالات كافة، خصوصا الاقتصادية والاجتماعية. وفيما انشد «الغزيون» الى الأنباء المتواترة عن احتمال التوصل الى تهدئة جديدة لمدة شهر، وعودة الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي الى القاهرة، أجلت قوات الاحتلال 400 مستوطن من مستوطنات محاذية للقطاع الى شمال اسرائيل. في هذه الأثناء، قال الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم إن شهادة الناجين من محارق النازية «هولوكوست» بأن ما تقوم به إسرائيل في القطاع إبادة جماعية «يكشف زيف الرواية الإسرائيلية وكذب حكومة الاحتلال». واعتبر في تصريح أن شهادات هؤلاء الناجين «ستمثل إسهامة مهمة في تحشيد الرأي العام العالمي لصالح الفلسطينيين». ميدانياً، شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية الأميركية الصنع من طراز «اف 16» عشرات الغارات على القطاع، ما أسفر عن استشهاد تسعة فلسطينيين. وقال المركز الفلسطيني لحقوق الانسان إن عدد الشهداء منذ بداية العدوان وحتى الساعة 12 من ظهر أمس بلغ 2137 فلسطينيا، من بينهم 1643 مدنيا، من ضمنهم 513 طفلا، و294 امرأة، فضلا عن إصابة 1074 بجروح، من بينهم 3262 طفلا، و 2087 امرأة. وقال المركز في تقرير أمس إن قوات الاحتلال دمرت 922 منزلاً مستهدفاً في شكل مباشر تدميراً كلياً عبر قصفه بالطائرات الحربية، فضلاً عن تدمير آلاف المنازل، ومئات المنشآت المدنية مثل المستشفيات، والمدارس، والمساجد، والمنشآت الصناعية والتجارية والزراعية ومرافق الكهرباء، والمياه، والصرف الصحي. وأضاف أن قوات الاحتلال ارتكبت انتهاكات جسيمة ترتقي الى جرائم حرب منظمة، وجريمة ضد الإنسانية. من جهتها، أعلنت «كتائب القسام» إنها تمكنت من إسقاط طائرة استطلاع والاستيلاء عليها شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. كما اعلنت قصف محطة كهرباء عسقلان شمال القطاع. وأصيب إسرائيلي أمس بجرح نتيجة اصابته بشظايا قذيفة هاون سقطت داخل «كيبوتس» (قرية تعاونية زراعية) في مجمع «أشكول» شرق القطاع. وقال موقع «واللا» العبري إن قذائف هاون (مورتر) سقطت على خط التردد العالي للكهرباء، ما تسبب بقطع التيار عن عدد من القرى التعاونية في «أشكول». ووجدت الفصائل ضالتها المنشودة في خوض حرب الاستنزاف على طريقتها ويوميا من خلال قصف المستوطنات المحاذية للقطاع بالهاون، واطلاق عدد قليل من الصواريخ على مدن عسقلان وأسدود شمال القطاع، وبئر السبع شرقا، وصاروخ واحد أو اثنين على تل ابيب أو القدس أو مطار بن غوريون، ما أدى الى شل جنوب الدولة العبرية ووسطها. ونتيجة ذلك، وبعد سخط المستوطنين وغضبهم من المسؤولين الاسرائيليين، بدأت وزارة الدفاع بإجلاء أكثر من 400 عائلة من مستوطنات «غلاف غزة» بناءً على قرار الحكومة مساعدة الراغبين في ترك بيوتهم، علماً أن الوزارة ستتكفل بجميع التكاليف المادية حسب صحيفة «هآرتس» العبرية. وقالت مديرة الشؤون المجتمعية في «كيبوتس العين الثالثة» يعيل ستدين إن «ما يجري هنا هو هروب من واقع لا يمكن احتماله». وأشارت الصحيفة الى أنه لم «يتبق في المستوطنات المحيطة بالقطاع سوى أقل من 30 في المئة من السكان». وأقر ضابط اسرائيلي كبير في سلاح الجو بعجز الجيش عن وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة صوب البلدات والمدن الإسرائيلية، سواء من الجو أو عملية عسكرية برية، على رغم كثافة النيران. ونقلت «هآرتس» عن الضابط قوله إنه «في الوضع الأمني الحالي، دائما سيكون هناك تساقط للصواريخ علينا». وأضاف: «ليست لدينا قدرة على وقفها لا من الجو ولا من خلال عملية عسكرية برية». وأشار الضابط الى أنه «على ضوء تكثيف إطلاق قذائف الهاون أخيراً، أصبح الجيش وسلاح الجو يعملان (يقصفان) بصورة اكثر عنفاً في اليومين الأخيرين».