أكتب هذه الرسالة بحرف من دمي ولحمي وقلبي ونظري وسمعي وكل وجودي، نقشتها بعبير الورد وبعطر المسك، عذبه كقطر الندى، يا أعز الناس، كم فرحت بوجودك في هذه الحياة، وكم حمدت الله وشكرت فضله على هذه النعمة. هل تعلمين كم انتظرت ليالي وأياماً وأنا انتظر قدومك؟ هل تعلمين كم سهرت أفكر في قدومك الذي ملأ عليّ حياتي؟ هل تعلمين كم أحبك؟ هل تعلمين كم أتمنى أن تحظي بحياة سعيدة؟ هل تعلمين كم أتمنى أن يطيل الله في عمري لأراك تكبرين أمام عيني طائعة لربك وبارة بوالديك؟ وها أنا يا ابنتي أجاهد في هذه الحياة الصعبة لكي أوفر لكما الحياة الطيبة في هذه الدنيا، عن سعادتكما أتصفح الصحف والمجلات والكتب العلمية وأتمسك بكتاب الله وسنة نبيه كي أتعلم كل ما يفيدك في دينك ودنياك، كم أنتِ غالية يا ابنتي وستعلمين هذا عندما تكبرين، وأنا أصارع الأيام كي أراكما أنتِ وأخاك تكبران أمامي، وفرحة قلبي حينما أراكما ذاهبين إلى المدرسة، وأدعو الله أن يهبكما العلم النافع الذي يُصلح لكما أمور دينكما ودنياكما. كلمة أخيرة، أحمد الله على ما رزقني من النعم وأولاها أنتِ وأخوك.