لم يتبق على بدء الدراسة سوى ستة أيام، وغالبية الطلاب سواء في الجامعات أو المدارس على أهبة الاستعداد لانطلاق سنة دراسية جديدة، بيد أن طلاب كلية العلوم والتكنولوجيا في جدة لا يزال عامهم الدراسي الجديد «مجهولاً»، فكليتهم أغلقت قبل العيد بأيام بقرار من وزارة التعليم العالي، وإدارة كليتهم تواصل التملص، فيما ظل الخيار الأخير المتاح أمامهم تشكيل تجمعات عبر المواقع الإلكترونية لتشكيل رأي عام يدعم قضيتهم، والتجمع أمام بوابة الكلية يومياً بدءاً من أمس. وترى طالبة التصميم الداخلي في كلية العلوم والتكنولوجيا في جدة مشاعل مبارك في حديثها إلى «الحياة» أن مطالب الطالبات والطلاب واحدة، وتتمثل في أن تفتح الكلية أبوابها لطلابها، مضيفة «لن نرضى بأي قرار آخر سوى أن تفتح الكلية أبوابها لنكمل ما علينا من ساعات لأن هذا القرار هو القرار الوحيد لمصلحة كل الطلاب، لأن غالبية التخصصات المتوافرة بالكلية لا تتوافر في بقية الجامعات كتدريس الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي». وأكدت مشاعل أن الطلاب لم يأتهم أي خبر ويبقى مستقبل إكمال دراستها مجهولاً، مبينة أنها قضت ثلاث سنوات في أروقة الكلية في تخصصها الحالي ومن المفترض أنها السنة الأكاديمية الجديدة الأخيرة في حياتها الدراسية، معتبرة أن تأخر تخرجها لأسباب لا علاقة لها بها أمر غير مقبول. وأوضحت أنها لم تسجل في الكلية إلا بعد سؤالها عن ترخيصها من وزارة التعليم العالي، وأنها أخذت تأكيدات وإثباتات من الكلية على تسجيلها من قبل الوزارة، مستغربة عدم معرفتها وزملائها إلى الآن ما هو السبب الرئيس لإقفال الكلية كون القرار صدر فجأة ومن دون أي مقدمات رغم مضي ثلاثة أعوام على فتح أبواب الكلية. من جهته، يقول طالب التصميم الداخلي بكلية العلوم والتكنولوجيا في جدة خالد المحماد ل «الحياة» إنه لا يوجد إلى الآن أي توضيح ولا تبيان لما يحدث، وإن الطلاب يجهلون ما ستؤول بهم نتائج إغلاق الكلية لأنه لا توجد أي تصريحات رسمية للطلاب في هذا الخصوص لا من التعليم العالي ولا من الكلية، وإن مسؤولي الكلية يطمئنون الطلاب في حال سؤالهم. وأفاد بأنه حين سجل في الجامعة كان هناك تصريح معلق على باب الكلية من التعليم العالي وإعلانات في الصحف، مضيفاً «حتى أوراق (تعريف طالب) التي كنا نطلبها من الجامعة كانت مختومة من وزارة التعليم العالي وشعارها موجوداً». وبين طالب التصميم الداخلي بكلية العلوم والتكنولوجيا الذي لم يتبق على إنهاء دراسته وتخرجه سوى سنة واحدة، أنه أكمل 107 ساعات ولم يتبق له سوى فصلين دراسيين ليتخرج، مؤكداً أن حرصه على التسجيل في الكلية يعود إلى رسومها المالية المعتدلة، والتي تصل إلى 22 ألف ريال سنوياً، ولأن التخصص وقتها لم يكن متاحاً في أي جامعة أهلية في جدة. وزاد «مطالبنا واضحة وهي أن لا تذهب علينا أي ساعة، فلو تم تعويضنا مادياً فالتعويض لا يسوى أي شيء أمام سنوات قضيناها في الدراسة بلا نتيجة، فلو ذهبت إلى أي جامعة أخرى سيعادلون لي 30 ساعة بالكثير، وهذه مصيبة وكارثة، ولن أقبل بأن أبدأ من نقطة الصفر من جديد».