في ما بدا رداً على المحاولات الإسرائيلية للربط بين وقف الاستيطان واتخاذ الدول العربية خطوات باتجاه الدولة العبرية، شددت السعودية على أنها لن تعترف بإسرائيل إلا بعد انسحابها من الأراضي العربية المحتلة وقبولها حل الدولتين، كما أكدت واشنطن أن طلبها تجميد الاستيطان «شرط قائم بذاته وليس للمقايضة بخطوات عربية للانفتاح على إسرائيل». وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عرض على المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل خلال لقائهما أول من أمس تجميد جزئي للاستيطان مقابل قيام دول عربية بخطوات تطبيعية تجاه إسرائيل. وأكدت مصادر ديبلوماسية عربية في واشنطن أن الدوائر القريبة من إسرائيل تدفع باتجاه تبني إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما هذا الربط، خصوصاً بعد دعوة الولاياتالمتحدة العرب إلى القيام بمبادرات تجاه الدولة العبرية. لكن الناطق باسم وزارة الخارجية السعودية أسامة النقلي أكد لوكالة «فرانس برس» أمس أن المملكة لن تعترف بإسرائيل إلا بعد انسحابها من الاراضي العربية المحتلة وقبولها مبدأ الدولتين. وقال إن «موقفنا معروف جيداً وهو أن على إسرائيل أن تحرز تقدماً جدياً في اتجاه عملية السلام، (لكن) كما نعلم جميعاً، إسرائيل تواصل اتخاذ إجراءات احادية الجانب لتغيير المعطيات الجغرافية والديموغرافية على الأرض عبر بناء مستوطنات وتوسيع المستوطنات القائمة». وشدد على أن «مبادرة السلام العربية واضحة جداً... على إسرائيل الانسحاب من الأراضي العربية وإنهاء الاحتلال وحل القضايا الكبرى في النزاع. يجب حل هذه المسائل للوصول إلى سلام دائم وعادل مرتكز على تأسيس دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة... والتطبيع يتم بعد بلوغ هذه الأهداف، وليس قبل ذلك». ووصف النقلي السياسة الإسرائيلية بأنها «تعاني من الانفصام، فهي تتحدث عن مصلحتها في السلام من جهة، فيما تقوم بأعمال تعيق عملية السلام وتعقدها وتعرضها للخطر من جهة ثانية... إنها تنسف عملية السلام». وأكد أن استمرار الاستيطان يمنع أي تقدم في اتجاه السلام. وفي واشنطن، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية ل «الحياة» أن مطالبة بلاده بتجميد إسرائيلي كامل للاستيطان «قائمة بذاتها، وليست للمقايضة أمام خطوات عربية للانفتاح على إسرائيل». وأوضح أن «موقفنا المطالب بتجميد كامل للاستيطان يستند إلى خريطة الطريق، وليس تابعاً لخطوات عربية». غير أنه رأى أن «حدوث الأمرين في وقت متزامن سيساعد في خلق أجواء إيجابية للمفاوضات». وتحاول واشنطن منذ ثلاثة أسابيع عبر رسائل الرئيس أوباما إلى قيادات عربية وخطاب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، الضغط على الحكومات العربية لاتخاذ خطوات تتعلق بإعادة فتح مكاتب المصالح التجارية الإسرائيلية في قطر وسلطنة عمان والمغرب، إلى جانب فتح المجال الجوي أمام طائرات تجارية آتية من إسرائيل ومتجهة صوب آسيا.