استقبلت مراكز التنمية الأسرية التابعة لجمعيتي البر في المنطقة الشرقية والأحساء، طلبات من جانب فتيات وشبان، لمساعدتهم في إيجاد «فرصة زواج مناسبة». وتشهد الهواتف الاستشارية التابعة إلى المراكز والمقرات، اتصالات متكررة، بهدف «التوفيق بين الراغبين في الزواج». وقدرت مسؤولة في أحد تلك المراكز عدد الطلبات اليومي بنحو 30 طلباً. وقالت مديرة المركز في الدمام نبيهة العمران ل «الحياة»: «إن استقبال طلبات الراغبات في الزواج، يتم عبر تقديم مباشرة، إذ نستقبلها صباحاً ومساءً. وينظم المركز حالياً دورات لمن ترغب في الزواج، أو المُقبلة عليه، كدورة «اسعدي بزواجك»، التي تستمر لمدة أسبوعين، وتتناول جوانب مختلفة من شؤون الحياة الزوجية الاجتماعية، بأدق تفاصيلها»، مضيفة أن «الدورات تقل خلال فترة الصيف، وتزدحم في بقية الشهور، وبخاصة تلك التي تسبق الإجازة وتليها، إذ نضطر أحياناً، إلى إعادة الدورات مرات عدة، بسبب كثرة الأعداد الراغبة في الانخراط فيها، لرغبة المُقبلات على الزواج في زيادة مستوى الوعي والتثقيف». وتروي بتول تجربتها، عندما قررت اللجوء إلى مركز التنمية الأسرية، بهدف طلب الزواج، خشية على نفسها من «الأوضاع الأسرية والعنف، الذي يمارسه والدي ضدي، فلجأت إلى المركز، وخضعت إلى دورات عدة، مخصصة للمُقبلات على الزواج، حتى تمكنت من الارتباط بشخص تقدم إلى خطبتي من والدي، والذي لا يزال لا يعلم انه تقدم لي بعد أن تقدمت بطلب إلى المركز». ويوضح شاب (34 عاماً)، تجربته بعد أن تزوج عبر مركز «التنمية الأسرية»، بفتاة هي الأخرى تقدمت بطلب قبل نحو عامين، ويقول: «أعمل في المنطقة الشرقية، وتقيم أسرتي في تبوك، وفضلت أن ارتبط بفتاة من المنطقة، بمواصفات معينة، وتكون خضعت إلى دورات تثقيفية عن الحياة الزوجية، للتقليل من المشكلات الأسرية، وبشروط معينة، كعدم غلاء المهر ومتطلبات الزواج»، مضيفاً أن «الطلب يحوي معلومات شخصية، وغيرها من التساؤلات حول أسباب الرغبة في الزواج عبر المركز، وليس من طريق الأهل»، موضحاً أن «نسبة الفتيات المتقدمات تفوق الشبان مرات عدة». وتستقبل إدارة المركز يومياً خلال فترة الصيف، نحو 20 إلى 30 اتصالاً هاتفياً، من شبان وفتيات راغبين في الزواج. ولفتت العمران إلى أن «عدداً من أولياء الأمور، يتقدمون بطلبات إلى المراكز الموجودة في الدمام والأحساء، للمساعدة في إيجاد شريك عمر لبناتهم أو أولادهم». وذكرت إحدى المشرفات على قسم الاستشارات النفسية في المركز، أن «عدد الراغبين في الزواج، يرتفع سنوياً، منذ افتتاح المركز عام 1426ه». وأوضحت العمران، أن من ضمن أهداف المركز «تذليل بعض عقبات الزواج، من خلال التوفيق بين راغبي الزواج من الجنسين، والإسهام في القضاء على العنوسة، وغلاء المهور». وتُقدم هذه الخدمة لراغبي الزواج من الرجال والنساء على حد سواء، «لتسهيل التوفيق بين الطرفين، وذلك عبر برنامج علمي مدروس، مراعين في ذلك الضوابط الشرعية والأعراف الاجتماعية المقبولة». وأضافت «يمكن لولي أمر المرأة أو وكيلها (بنت، وأخت، وخالة، وعمة، ووالدة..)، أو وكيل الرجل، مراجعة المركز، وإكمال إجراءات عملية التوفيق، وفقاً لآلية محددة».