زعم مهندس يعمل في مشروع الصرف الصحي بينبع «تحتفظ الصحيفة باسمه» بأن المشرف العام على المشروع يقضي إجازته السنوية في القاهرة، في الوقت الذي فتحت فيه جميع شوارع ينبع الرئيسة وطوقت بهدف العمل في المشروع، حتى إن بعض الشوارع لا يتسع لمرور سيارة واحدة في المنطقة المركزية وأمام بوابة المحافظة الرئيسة وبقية التقاطعات الحيوية وأماكن التسوق. وبحسب المهندس، فإنه أوقف العمل في مواقع تتبع للمشروع منذ عامين وأكثر من دون أسباب واضحة ومع ذلك لم تغلق، وتركت لاصطياد ضحايا جدد للمشروع الذي فجع ينبع في عدد من أبنائها بسبب ضعف وسائل السلامة وبدائيتها في نقاط عدة تتبع للمشروع. وكشف المهندس الميداني ل «الحياة» عن فقدان الشركة ل «ماكينة» للثقب الأفقي من فترة طويلة في باطن الأرض، فيما جرت محاولات متعددة للبحث عن الجهاز من جانب الشركة الألمانية التي تدير المشروع من ألمانيا لكن من دون فائدة ولسعرها المرتفع - يرجح وصول سعرها إلى ثمانية ملايين ريال - تم التعاقد مع شركة إيطالية متخصصة للبحث عن الجهاز المفقود تحت الأرض ومحاولة تحديد موقعه بقيمة تقدر بمليوني ريال. وأضاف المهندس: «نستخدم الآن خوازيق نفذتها الشركة الإيطالية تصل مسافاتها إلى 24 متراً وسواند مماثلة لتدعيم الحفر لأننا أقمنا مشروعاً كاملاً يتم تنفيذه الآن في ينبع للبحث عن «ماكينة» الثقب الأفقي، وقد تظهر للسطح في الأسبوع المقبل». وذكر أن سبب التأخير يعود لارتكاز العمل على تنفيذ خطوط رئيسة على شكل أنفاق، منوها بأنهم لا يعملون إلا بعد الحصول على تصاريح رسمية من المرور والبلدية ومن إدارة المياه. وبدأ مشروع الصرف الصحي في محافظة ينبع من سنوات عدة ولا تزال بعض المواقع مفتوحة من دون إنهاء العمل داخلها حتى إن بعضها تجاوز مدة عامين، ما تسبب في تعطل الحركة المرورية إضافة إلى ما تشكله تلك المواقع من مخاطر كان آخرها سقوط طفل قبل عامين في أحد المواقع في ( ج8 ) ما أدى إلى وفاته، علما أن ترك المواقع مفتوحة رافقه قصور في نواحي السلامة من جانب المقاول المنفذ واستخدام شبك موقت لا يتناسب مع طول مدة فتح الحفر والعمل بها إضافة إلى استخدام عوازل قديمة ومتهالكة. وتعرض المشروع لمآزق عدة، فالجانب الرئيس فيه كان من المفترض أن يقام في منطقة الكورنيش، ثم تغير الموقع نظراً لوقوع الأول في منطقة سياحية، وجرى البحث عن موقع آخر، واختير موقع بالقرب من مركز 18 شمال ينبع، وبعد فترة اتضح أن الموقع مملوك لمواطن وتم البحث عن موقع آخر، إلى أن وقع اختيارهم على الموقع الحالي في طريق ينبع بجوار محطة الكهرباء، وأصبح شبه جاهز للتشغيل حسب المعلومات التي حصلت عليها «الحياة». واشتمل المشروع على عقود عدة منها عقود تنفيذ خطوط رئيسة وعقود لتنفيذ خطوط فرعية وعقود لتنفيذ غرف للمضخات تشمل المحطة الرئيسة وتنفيذ خطوط الصرف الصحي الفرعية والرئيسة، ورغم ذلك لم يلحظ في مواقع المشاريع المنفذة داخل ينبع متدربون وكوادر وطنية من منسوبي المديرية على التقنية الحديثة المنفذة باستخدام الثقب الأفقي لإدارة المشروع بعد تدشينه والانتهاء منه. يذكر أن تأخر مشروع الصرف الصحي في محافظة ينبع طيلة السنوات الماضية دفع أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد إلى تشكيل لجنة مكونة من عدد من أعضاء مجلس منطقة المدينةالمنورة لمتابعة تأخر مشروع الصرف بينبع والوقوف ميدانياً على ما تم إنجازه وهو ما تم بالفعل خلال الشهر الماضي، على أن تتابع اللجنة المشروع بشكل مستمر، وطالب رئيس اللجنة من مقاول المياه ومدير المياه في منطقة المدينة بتقرير مفصل يتضمن آليات تنفيذ المشروع وخطة عمل محددة لما تبقى من تنفيذ مراحل مشروع الصرف الصحي في محافظة ينبع.