قبل أربعين عاماً، في 21 تموز (يوليو) 1969 عند الساعة الثانية و56 دقيقة، مشى أول انسان على القمر. وإثر مغادرته مقطورة «إيغل»، قال نيل أرمسترونغ : « خطوة صغيرة للانسان، وقفزة كبيرة للانسانية». وانشدّ العالم كله الى شاشات التلفزة، وتابع لحظة حطَّ رواد فضاء «أبولو 11» الاميركيون على الكوكب المضيء، وخطوَهم أولى خطواتهم على سطحه. وكلل نجاح «أبولو 11» في بلوغ القمر نهج الرئيس كينيدي في مطلع الستينات الرامي الى التفوق على السوفيات، بعد أن أفلح هؤلاء في اطلاق القمر الصناعي «سبوتنيك1»، في 1957. وحمل السباق على بلوغ الفضاء الخارجي بين القوتين العظميين/ السوفياتية والاميركية، مجلس امن الاممالمتحدة على إصدار قرارات انتهت الى ابرام خمسة اتفاقات تعالج قضايا القانون في الفضاء الفلكي. فأبصر القانون الدولي الفضائي النور. وفي 1967، سنَّ أول اتفاق فضائي مبادئ العلاقات في الفضاء. فالفضاء هو منطقة «دولية مشتركة» لا يسع أي طرف اعلان ضمها إليه او نسبتها الى نفسه، شأن المياه الدولية. ونص على أن أهداف اكتشاف الفضاء واستخدامه ينبغي أن تكون «سلمية». ودار جدل على طبيعة الاهداف السلمية. فهل الاهداف هذه غير عسكرية أو غير هجومية؟ وتناولت الاتفاقات الاربعة اللاحقة قواعد انقاذ رواد الفضاء، وتحديد المسؤوليات، وتسجيل عمليات اطلاق الصواريخ، وتنظيم استيطان القمر أو غيره من الكواكب، واستغلال موارده. وهذه القوانين صيغت في الحرب الباردة، يوم كانت تكنولوجيا الفضاء حكراً على عدد قليل من الدول. وفات عليها الوقت، وتقصِّر عن البت في مسائل قانونية استجدت في الأعوام الاخيرة، بعد أن حازت شركات خاصة تكنولوجيا متطورة، وبرزت أنشطة فضائية خاصة. ولم تُحدد القوانين المسافة بين المجال الجوي والفضاء، في وقت يحدد العرف المسافة هذه ب100 كلم فوق مستوى المياه. ومنذ وطأ أرمسترونغ سطح القمر الى اليوم، طورت تكنولوجيا الابحاث الفضائية، ولم يبق اكتشاف الفضاء حكراً على قوتين عظميين. فالتكنولوجيا الفضائية أصبحت خبز حياتنا اليومية. وعدد كبير من سكان الارض يشاهد برامج تلفزيونية تبث بواسطة الاقمار الصناعية، أو يستخدم جهاز «جي بي أس» في سيارته، أو يستمع الى اخبار الطقس وأحواله وتجمعها الاقمار الاصطناعية، أو يستقل طائرة يُوجه مسارها قمر اصطناعي. وحاول القانون الدولي الفضائي اللحاق بركاب التقدم العملي التكنولوجي الهائل. ولكن ثمة معوقات كثيرة تحول دون ذلك. وتسعى الاممالمتحدة الى الحؤول دون «عسكرة» الفضاء، في وقت يتوقع أن يُلجأ الى أسلحة فضائية في حروب القرن الواحد والعشرين. * صحافيان، عن «سيدني مورنينغ هيرالد» الاوسترالية، 20/7/2009، إعداد منال نحاس