يحاول الداعية السعودي الدكتور عائض القرني تعزيز الأخلاق والمثل الإسلامية باستخدام الأساليب والتقنيات العصرية، ومن الطرق التي يراها ذات فائدة في الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، الطريق عبر المشاهير في مختلف الفنون، فبعد نجاحه الكبير في التعاون مع الفنان محمد عبده عبر أنشودة لا اله إلا الله، يأتي تعاونه هذه المرة من طريق الفنان الكوميدي حسن عسيري، عبر تعاون فريد يجمعهما في تحويل كتاب القرني الشهير «لا تحزن» إلى مسلسل تلفزيوني عبر الدراما السعودية من خلال الشاشة الفضية. جاء ذلك بعد إعجاب القرني الشديد بحلقة «القرب من الناس» من مسلسل «كلام الناس»، الذي يُعرض حالياً على القناة السعودية الأولى، وجسّد العسيري خلال الحلقة دور إمام مسجد يسعى لاكتساب اهتمام الناس، ويكون عونًا لهم في الحق، مستفيداً من وسائل الاتصال العصرية في خطبته لجذب انتباه أفراد المجتمع، وخلق نوع جديد من التأثير البصري والسمعي على المتلقي، إلى جانب إلقاء الخطبة ضمن وقت قصير وبفائدة للجميع، وقال: «من إيجابيات الفنان حسن عسيري ما قدمه في الحلقة لمعالجة خطبة الجمعة، فله الشكر الجزيل». و كشف القرني في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عن اتفاق تم بينه والفنان حسن عسيري لعمل فني جديد لزيادة الاستفادة من كتاب «لا تحزن»، وتقديمه في عمل تليفزيوني يسعى إلى نشر التفاؤل والأمل بين المواطنين، والتصدي لعوامل اليأس والاكتئاب والإحباط. ويُعد كتاب «لا تحزن» من أشهر الكتب العربية الأكثر مبيعاً في العالم، وتُرجم إلى أكثر من 19 لغة، ويناقش المشكلات التي يواجهها الإنسان سواء في مواقفه اليومية أم المشكلات الحياتية العامة، ويسعى إلى تقديم حلول متعددة، فمنها ما هو روحاني يُشعر النفس بالهدوء والأمل، ومنها ما هو عقلاني يدعو النفس إلى التفكير والتأمل. كما يحاول نقل قارئه من الهم إلى السرور، ومن الشؤم إلى القناعة، معتمداً على محاكاة القارئ بشكل سلس ومؤثر وبرسائل عقلانية ونصائح حياتية معتبرة. والسؤال الجدير طرحه هنا: «هل سيتغاضى محبو القرني على خطوته هذه، أم أنه سيواجه عدداً من التحديات»؟ كما حدث سابقاً مع الفنان محمد عبده.