أقرت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض خلال اجتماع برئاسة الأمير سطام بن عبدالعزيز أول من أمس، البرنامج التنفيذي ل «خطة تأهيل وتحسين الوضع البيئي والحضري جنوب مدينة الرياض»، والمخطط الهيكلي المعدل لجنوب العاصمة، ووجهت بتشكيل فريق عمل دائم لمتابعة تنفيذ البرنامج من الجهات المعنية بالخطة. وأوضح رئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض المهندس إبراهيم السلطان في بيان أمس، أن الخطة تتضمن وضع إجراءات لتأهيل المناطق المتضررة بيئياً جنوب العاصمة، وإجراء تعديلات على استعمالات الأراضي فيها، وتحسين شبكات الطرق والمرافق العامة لاستيعاب النمو السكاني ومساندة الأنشطة الحضرية القائمة. ولفت إلى أن الخطة تعكس أهداف التنمية المستدامة في المنطقة، وتعالج القضايا الحالية فيها وفق برنامج تنفيذي تشارك في تنفيذه مختلف الجهات المعنية، يتكون من 37 برنامجاً ومشروعاً تتوزع على 7 قطاعات رئيسية، تشمل البيئة، والتخطيط الحضري، والخدمات العامة، والتنمية الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، وتنتشر بين 22 موقعاً، وتم تحديد أولويات تنفيذها وفق خطط خمسية تبدأ من 1433ه حتى 1450ه. وأشار إلى أن الخطة تتضمن إجراءات للحد من ملوثات مصانع الأسمنت والجبس والطوب، وذلك بنقل مصنعي الأسمنت والجبس إلى مواقع جديدة لهما خارج الحيز العمراني طبقاً لتوجيهات الأمير سطام بن عبدالعزيز، وإعادة تأهيل المواقع الحالية للمصنعين وتخصيصها لاستعمالات مناسبة، مضيفاً أن الخطة وضعت ضوابط بيئية لصناعة قص وتهذيب الحجر الطبيعي والرخام وشرعت في تطبيقها على المصانع القائمة كافة، مع إيقاف أعمال جلب مكعبات الحجر الطبيعي الخام، وإزالة المناشير الكبيرة من المصانع القائمة، ونقل هذا النشاط إلى مواقع قرب مقالع الحجر، مع اتخاذ إجراءات للتحكم في الانبعاثات الصادرة من مصانع الطوب الأحمر والرملي، ومنها الغبار، وإدارة النفايات الصناعية الناتجة من تلك المصانع إلى حين نقلها الى مناطق مخصصة. وأوضح أن الخطة تتضمن أيضاً برنامجاً لتأهيل المناطق المفتوحة والأودية والشعاب مثل بحيرات الحاير، وجنوب وادي السلي, ووادي لحا، وكهف هيت، إلى جانب برنامج آخر يهدف إلى تطوير منطقة هيت بالكامل، بما يشمل تطوير «هيت القديمة» ومنطقة «عين هيت» ووضع مخطط سياحي للمنطقة مع العمل على معالجة تلوث المياه في العين. وتطرق السلطان إلى أن خطة تحسين الوضع البيئي والحضري لجنوب مدينة الرياض اشتملت أيضاً، على إيقاف إصدار أي تصاريح جديدة لمدابغ الجلود في مخطط الجلود شمال الحاير، ونقل صناعة دباغة الجلود إلى خارج المخطط واعادة تأهيل المواقع المتضررة منها، وتنفيذ محطات لمعالجة المياه المصروفة من كل من مسلخ العزيزية ومسلخ الرياض الآلي، والتخلص الآمن من النفايات الصادرة منها، في حين سيتم نقل موقع أسواق الماشية بالعزيزية إلى أسواق الأنعام المجاور لسوق الإبل جنوبالمدينة، وتخصيص الموقع بعد نقل السوق للاستخدامات المناسبة. وأضاف أنه سيجري العمل على تنظيم التشليح العشوائي المجاور للموقع المخطط والموزع من أمانة منطقة الرياض، ووضع الضوابط البيئية والعمرانية اللازمة لتطوير تلك الأعمال وتغيير مسمى منطقة التشليح إلى «مدينة قطع الغيار المستعمل»، إضافة إلى درس وضع حي المناخ (الجبس) من ناحية المخاطر البيئية التي يتعرض لها سكان الحي، نتيجة إحاطة الموقع بالاستعمالات الصناعية من جميع الجهات، ومعالجة عدم استكمال شبكات المرافق العامة، والحالة العمرانية للحي. وذكر أن عدد سكان منطقة جنوب مدينة الرياض، يبلغ نحو 500 ألف نسمة، وهو ما يمثل نحو 9 في المئة من سكان مدينة الرياض، كما يبلغ إجمالي مساحة المنطقة نحو 923 كيلو متراً مربعاً، تقدر مساحة المنطقة المطورة منها بنحو 300 كيلو متر مربع، وتتبع ل4 بلديات، هي الشفا والعزيزية والسلي والحاير.