قوبل اللقاء الذي عقد أول من أمس بين رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس السابق أمين الجميل في حضور نواب كتائبيين في بكفيا، واتفاقهما على «طي صفحة الحرب نهائياً» و «تظهير دور المسيحيين في الدولة»، بترحيب واسع بدءاً من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مروراً برئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي أوفد مبعوثاً الى دارة الجميل ليطلع على حيثيات اللقاء. وكذلك لفتت زيارة فرنجية قصر بعبدا أمس حيث عقد لقاء مع الرئيس سليمان ناقشا خلاله مجمل التطورات السياسية الراهنة. وأثنى سليمان على المبادرات التصالحية التي يقوم بها فرنجيه، معتبراً «أنها تصب في خانة الوفاق الوطني». وفي بكفيا أطلع الجميل موفد جعجع وزير البيئة طوني كرم على اجواء اللقاء الذي عقد بينه وبين فرنجية. وأكد الجميل أن لقاء بكفيا «يؤسس لمرحلة جديدة ويسرع مسار الحوار بين «المردة» و «القوات اللبنانية» طالما أن منطقة الشمال حساسة، وهذا يساعد على تفادي المشاكل ودفع مسيرة الوفاق وتحقيق بعض الإنجازات الضرورية من أجل استنهاض الدور المسيحي على الساحة الوطنية وصولاً الى الوفاق الشامل والمصالحة الشاملة»، مشيراً الى «اصرار الكتائب على الانفتاح والتواصل والحوار مع كل الأطراف لحلحلة الأمور التي يمكن أن تشكل قواسم مشتركة». كما اعتبر أن «التيار الوطني الحر ليس مستعداً بعد للقاء مع الكتائب»، مضيفاً أن «الكلام العالي والمتشنج الذي يصدر عن بعض قيادات التيار الوطني الحر لا سيما العماد عون لا يسهل ذلك، وعندما نشعر أن هناك جاهزية لحوار جدي، نحن منفتحون على ذلك»، وانتقد «المصطادين في الماء العكر من خلال الحديث عن تطويق القوات وعزلها». أما كرم، فتمنى لقاء قريباً مع «المردة»، وقال: «الكتائب والقوات توأمان»، مشيراً الى أن «هناك خلافاً سياسياً بين القوات والتيار». وفي المواقف، رأى النائب بطرس حرب، في حديث لإذاعة «الشرق» أنه «لا يمكن أن ننظر إلى لقاء بكفيا إلا نظرة إيجابية وترحيبية باعتباره يمهد للأجواء القادرة على توفير عناصر المصالحة الحقيقية وإقفال ملفات الماضي المؤلمة»، مشيراً الى أن «اللقاء بشكله وظروفه يمكن أن يشكل خطوة أولى على طريق مشروع مصالحة مسيحية - مسيحية وبالتالي وطنية - وطنية». وأضاف: «ليس المطلوب اصطفافاً مسيحياً لموقف سياسي واحد، إنما المطلوب أصول لإدارة الخلافات بين القيادات والأحزاب السياسية المسيحية وغير المسيحية». وأمل أن «يؤدي اللقاء إلى تفاهم على القضايا الوطنية وإزالة الخلافات الشخصية، وما ينتج منها من تشنج، وإلى توفير مناخ ديموقراطي». وقال عضو كتلة «المستقبل» النيابية هادي حبيش في حديث للإذاعة نفسها إن اللقاء «توج بمصالحة بين حزبي «الكتائب» و «المردة» والبيان الذي صدر عن الاجتماع يؤكد ثوابت أساسية تهم قوى 14 آذار، منها الحفاظ على حرية البلد واستقلاله وعلى صيغة الدستور التي بني عليها اتفاق الطائف»، آملاً «استكمالها على كل الصعد وصولاً إلى الاتفاق على كل المواضيع الخلافية التي لا تحل الأمن خلال هذه اللقاءات». وقال: «هذا اللقاء لا يؤدي إلى تحالف، إنما يفعل أموراً متفقاً عليها بين الكتائب والمردة ولنرى كيف يمكننا الاتفاق على أمور خلافية ادت إلى الخلاف التاريخي بين الكتائب والمردة أو بين قوى 14 آذار و8 آذار». ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية انطوان زهرا في حديث اذاعي ايضاً، أن لقاء بكفيا جاء بمثابة «محطة حاسمة وأساسية في طريق تنقية الأجواء المسيحية - المسيحية ومرحب به ويعول عليه بأنه يأتي على طريق إنهاء كل الشوائب العالقة في الأجواء المسيحية الداخلية»، مؤكداً أن «لقاء الأمس لا علاقة له بموضوع تشكيل الحكومة. وموضوع انفتاح رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط يتعلق بتأمين مناخات مطمئنة من الناحية الأمنية وعلى صعيد العلاقات الداخلية». في المقابل، اعتبر عضو كتلة «التغيير والإصلاح» النيابية النائب غسان مخيبر، في حديث الى إذاعة «صوت لبنان» أن لقاء بكفيا «أعطى إشارة لبدء أو استمرار حوار على المستوى اللبناني وبالأخص المسيحي - المسيحي»، لافتاً الى ان «البيان الذي صدر كان ايجابياً وجيداً جداً يركز على المواضيع التي تهم اللبنانيين في الاساس فكان كلام عن خطوات عملية لرفض التوطين وعن تملك الاجانب وتطوير نظام اللامركزية الادارية الموسعة». كما أشار الى أن «تركيز اللبنانيين وبالأخص المسيحيين على طي صفحة الماضي والتقدم بخطوات ايجابية نحو مشاريع تجمعهم ولا تفرقهم، من العناصر التي يمكن ان تساهم ليس فقط في حل مشكلة الحكومة انما تساهم في بناء الدولة التي هي مطلب اللبنانيين وليس كل المماحكات حول الارقام، فكل هذه الحوارات توصل الى تشكيل حكومة سريعاً».