روما، بروكسيل – «الحياة» - أكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، أن أوروبا تعزّز مساندتها للمزارعين الأكثر تضرراً من الكساد الاقتصادي وارتفاع أسعار مواد الغذاء، في ظل تنامي عدد الجياع في العالم متجاوزين البليون نسمة. ورحبّت بالمنحةٍ التي قدمها الاتحاد الأوروبي والبالغة 75 مليون يورو (نحو 105 ملايين دولار) لمساعدة البُلدان الفقيرة على تعزيز إنتاجها الزراعي. وأوضحت في تقرير أن برنامج المساعدات الذي يموّله الاتحاد الأوروبي، والموجه إلى 13 بلداً في إفريقيا وآسيا ومنطقة الكاريبي وأميركا الوسطى، يمثّل «دعماً إضافياً قيّماً لجهود الأمم المتّحدة في التصدي لاتجاه تيار الجوع المتفاقم في العالم وتغيير اتجاهه». ولفتت إلى منحة تبرّع بها الاتحاد الأوروبي قبل شهر بقيمة 125 مليون يورو (170 مليون دولار)، أعقبت هذا البرنامج واعتبرتها «تاريخية». ورأى المدير العام المساعد مسؤول قسم التعاون التقني لدى «فاو» خوسيه ماريا سومبسي، أن المساعدة الأوروبية «تتزامن مع لحظةٍ حاسمة، لأن واحداً من كل ستّة أشخاص على ظهر الكوكب ينقُصهم الغذاء وهو وضع لا سابق له». وأكد أن البُلدان الفقيرة «تحتاج إلى كلّ المساعدات الممكنة». وأشار إلى أنّ أضرار أسعار مواد الغذاء المرتفعة والمتقلّبة «تنعكس باستمرار على البلدان النامية»، موضحاً أن «مستويات الجوع ترتفع أكثر من السابق بسبب استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية التي ترتّب مستويات دخلٍ أدنى، ومعدلات بطالةٍ أعلى لدى هذه الفئة من البُلدان». واعتمد البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية تنفيذ «مرفق الغذاء» بهدف إعداد استجابةٍ سريعة في مواجهة أسعار مواد الغذاء المرتفعة لدى البُلدان النامية. واعتبرت المنظمة أن المشروع يتوافَق مع ندائها للاستثمار في شكل عاجل وبوتيرة متزايدة في الزراعة بعد عقودٍ من إهمال القطاع». ورأت أن ذلك يؤكد مجدداً ضرورة «إعادة توجيه اهتمام العالم إلى القطاع الزراعي». وشدد رئيس مرفق الاتحاد الأوروبي للغذاء روبرتو ريدولفي، أن «لا غنى للبُلدان النامية عن قطاعٍ زراعي مُعافَى كشرط للتغلُّب على الفقر والجوع». وأوضح أن «مَرفق الغذاء» يُسلِّط الضوء على نجاح شراكتنا مع منظمة الأغذية والزراعة، وستكون نتائجها شاهداً على التزامنا المشترك للتخفيف من محنة مَن يناضلون في شكل متواصل لتوفير وجبة الغذاء اليوميّة لأسرهم».