أكد المدير العام للتراخيص والرقابة التجارية في أمانة جدة الدكتور بشير أبو نجم عدم وجود تراخيص لمراكز الرقية الشرعية المنتشرة في جدة في سجلات الأمانة، وأن مثل هذه المراكز لم تحصل على تراخيص. وأوضح أبو نجم أن الأمانة لم ترخص لمثل هذه المراكز إذ لم تتقاض منها رسوماً لعدم وجود مثل هذا النشاط، «وفي مثل هذه الحالات يخطر الشخص بإزالة اللوحة في بادئ الأمر، وإذا لم يستجب نرفع شكوى ضده إلى المحاكم الإدارية». ولم تعد مداخل العمارات التجارية مقتصرة على لوحات المكاتب الهندسية أو العيادات الطبية والتجميلية، بعد دخول العيادات المتخصصة في «الرقية الشرعية» هذا المجال أخيراً، وتكتظ البنايات التجارية بمكاتب تعلوها لوحات إعلانية لمراكز متخصصة في «الرقية الشرعية» والإصلاح الأسري في جدة. ولاحظت «الحياة» خلال جولة لها على بعض البنايات في جدة وجود لوحة كتب عليها «مركز الرقية الشرعية» بجوار لوحات لعيادات طبية ومكاتب هندسية ومراكز تسويق للمنتجات وغيرها من المكاتب المرخصة من جانب الأمانة. وتعود ملكية مركز الرقية الشرعية هذا إلى أحد «المقرئين» السعوديين الذي يزاول عمله فيه من بعد صلاة العصر وحتى العاشرة ليلاً، إذ يتوجب على الشخص أخذ موعد مسبق قبل القدوم إليه. وأوضح سكرتير المركز شهاب محيي الدين ل «الحياة»، أنه لا يوجد سعر محدد للكشف في المركز، «إذ إن «الشيخ» يكتفي بما يقدمه له زائروه من المال والذي يتراوح ما بين 200 و 300 ريال للكشف الواحد، فالقراءة في المركز تكون فردية، وإذا كانت حال المراجع تحتاج إلى علاج، فإن الشيخ يصف له «حقيبة» يصل سعرها إلى 500 ريال يوجد بها عسل سدر وحبة البركة مقروء عليها وماء زمزم مقروء عليه وزيت زيتون وزيت حبة البركة وكتيبات أدعية، إضافة إلى برنامج سلوكي يتبعه الشخص». من جهة أخرى، كشف الاستشاري النفسي الدكتور محمد الحامد ل «الحياة» عن أن ما يقرب من 90 في المئة من الحالات التي ترد إليه في العيادة النفسية سبق لها وأن زارت رقاة و شيوخاً ولم يستفيدوا شيئاً من الزيارة، والسبب في ذلك هو ضعف الوعي لدى المجتمع عن القضايا النفسية. وانتقد الدكتور محمد الحامد ما وصفه ب «الإيمان الأعمى» بقضايا العين والمس والسحر بطريقة «عشوائية وفوضوية»، فتحت المجال أمام ما سماهم ب «المرتزقة» الذين يوهمون الناس بإجادة التشخيص وعلاجهم بابتكارهم طرقاً حديثة لإقناع المريض باستخدام وسائل الإيحاء للتكسب منهم. وأضاف: «إن غالبية هولاء المعالجين يرمون رجماً بالغيب في تشخيصهم فيما لو ذهب الشخص من شيخ لآخر لوجد اختلافاً في التشخيص للمرض وهذه أكبر دلالة على استغلالهم للناس». وزاد: «غالبية المرضى الذين يترددون على هولاء الرقاة يعانون من أمراض نفسية بحتة، وما يقوله الرقاة ليس إلا استنزافاً للجيوب و تجارة بحتة يقابله ضعف إيمان لدى بعض الناس يمس عقائدهم لأن الشافي هو الله وليس الشيخ، وقراءة القرآن ليست إلا طلب التقرب بالقرآن لطلب الشفاء من الله».