قال ناشطون وشهود إن معارك بين القوات النظامية السورية ومعارضين جرت قرب قصر الرئاسة في دمشق وذلك بعد أن اندلع القتال في أحياء هامة بالعاصمة السورية لليوم الرابع على التوالي. وقال ناشطون وسكان إن ثكنات عسكرية قرب قصر الشعب وهي مجمع ضخم على الطراز السوفياتي تشرف على العاصمة السورية من حي ضمر الغربي تعرضت لنيران قوات المعارضة نحو الساعة السابعة والنصف صباحاً (0430 بتوقيت غرينتش). وقالت ياسمين وهي مهندسة ديكور في اتصال هاتفي من حي ضمر مع رويترز: «أستطيع أن أسمع نيران أسلحة صغيرة وانفجارات يعلو صوتها أكثر فأكثر من جهة الثكنة». وأظهرت لقطات فيديو بثها ناشطون ما يبدو كنيران مشتعلة في الثكنات العسكرية ليلاً نتيجة لهجوم بقذائف المورتر لكن السكان الذين شاهدوا النيران قالوا إنهم لم يسمعوا تفجيرات يمكن أن تشير إلى أنها ناجمة عن هجوم. وحي ضمر هو منطقة هادئة بها عدد من المنشآت التابعة لقصر الرئاسة وتقع الثكنات العسكرية على بعد مئات الأمتار فقط من القصر. واندلع القتال أيضاً في أحياء جنوبية مثل العسالي والحجر الأسود وتضامن ويسكنها في الأغلب دمشقيون سنة ولاجئون فلسطينيون. واستخدمت القوات الحكومية رشاشات ثقيلة ومدافع مضادة للطائرات ضد مقاتلي المعارضة الذين يتوغلون في الأحياء السكنية المسلحين في الأغلب بأسلحة صغيرة ومقذوفات صاروخية. وحول مقاتلو المعارضة نيرانهم خلال الليل إلى منشأة كبيرة للدولة تحولت إلى مقر لقيادة ميليشيات الشبيحة الموالية للنظام ومعظمها ينتمي إلى جيوب علوية في التلال القريبة. واتخذت دبابات الجيش والمدافع المضادة للطائرات مواقع لها في حي برزة الشمالي الذي لجأت إليه مئات الأسر من حي قابون المجاور. وقال ناشط اسمه باسم بالهاتف من برزة: «المدافع المضادة للطائرات تطلق نيرانها على حي القابون من برزة. هناك الكثير من الأسر في الشوارع لا تعرف إلى أين تذهب. جاءت من القابون ومن مشارف برزة». وفي حي الميدان بوسط العاصمة اتخذت الدبابات وعربات المشاة المقاتلة التي تعرف باسم (بي دي أم) مواقع لها في منطقة السوق الرئيسية ووردت تقارير عن وقوع قتال متفرق. وقال أبو مازن وهو ناشط في المنطقة: «العربات المدرعة لم تستطع دخول الأزقة والشوارع القديمة في الميدان. منطقة الزاهرة والمنطقة القديمة قرب مسجد ماجد تحت سيطرة مقاتلي المعارضة». وأطلق مقاتلو المعارضة على المعارك المتصاعدة في الأيام الأخيرة التي استهدفت حافلات الشبيحة ودوريات الاستخبارات التي لا تحمل أي شارات مميزة والعربات المدرعة في العاصمة السورية اسم معركة «تحرير دمشق» بعد بدء الانتفاضة منذ 17 شهراً. وقال فواز تللو وهو نشط معارض بارز من إسطنبول إن توفير خطوط إمداد سيكون صعباً وإن مقاتلي المعارضة سيضطرون في وقت ما إلى الانسحاب التكتيكي مثلما فعلوا في مدن أخرى. وقال تللو وهو من دمشق لرويترز إنه من الواضح أن العاصمة السورية انضمت إلى الانتفاضة وذكر أن قصف القوات الحكومية لأحياء سنية في المدينة مثل حي الميدان يكشف الطبيعة الطائفية للحملة التي تشنها قوات النظام. من ناحيته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 60 عنصراً من القوات النظامية قتل في المعارك مع المقاتلين المعارضين في دمشق خلال اليومين الأخيرين، مشيراً إلى تعرض أحياء في العاصمة أمس إلى قصف بالمروحيات. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن «ما بين 40 إلى 50 عنصراً من قوات الجيش والأمن قتلوا في اشتباكات الاثنين» في العاصمة السورية، بينما «قتل ما لا يقل عن عشرين من عناصرها الثلثاء». في هذا الوقت، تستمر الاشتباكات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في بعض أحياء دمشق لا سيما القابون، بحسب ناشطين والمرصد. وأوضح رامي عبد الرحمن أن «القوات النظامية تستخدم المروحيات في قصف بساتين برزة والقابون... وتتصاعد أعمدة الدخان من بساتين برزة»، لافتاً إلى «حركة نزوح للأهالي من القابون». وأشار مدير المرصد إلى أن قوات النخبة في الجيش السوري تشارك في الاشتباكات في محيط القابون وطريق المطار ومنطقة السيدة الزينب. وتشهد دمشق منذ الأحد الماضي اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين تتنقل بين أحياء كفرسوسة وجوبر والميدان والتضامن والقدم والحجر الأسود ونهر عيشة والعسالي والقابون. وتشكل هذه الأحياء ما يشبه نصف الدائرة في جنوب وشرق وغرب العاصمة، فيما حي الميدان هو الأقرب إلى الوسط. ويصعب على فرانس برس التأكد من دقة المعلومات الميدانية.